مرأة وجمال

اكتشاف مُفاجئ.. البكتيريا قد تتسبّب بزيادة التجاعيد

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

الأبحاث تؤكد أن الإفراط في التعرّض لأشعة الشمس والتلوث ودخان السجائر يُسرّع في ظهور تجاعيد البشرة

يرتبط ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة الأخرى بعوامل عدة، منها: انخفاض إنتاج الكولاجين، التعرّض لأشعة الشمس، العوامل البيئية، ونمط الحياة غير المتوازن. ولكنّ فريقاً دولياً من الباحثين توصّل مؤخراً إلى اكتشاف مُفاجئ يُشير إلى وجود صلة مُحتملة بين شيخوخة الجلد والميكروبيوم أي مجموعة الكائنات الدقيقة والبكتيريا التي تعيش على سطح الجلد.

تؤكّد الأبحاث أن الإفراط في التعرّض لأشعة الشمس والتلوث ودخان السجائر يُسرّع في ظهور تجاعيد البشرة ويزيدها. وتُعتبر هذه العوامل، إلى جانب التقدّم في السن، الأكثر ارتباطاً بظهور علامات شيخوخة البشرة ولكنها ليست العوامل الوحيدة. فقد كشفت دراسة مُشتركة قام بها باحثون من الولايات المُتحدة وفرنسا تأثير الميكروبيوم، أي البكتيريا الموجودة على سطح الجلد، على تطوّر الخطوط الدقيقة والتجاعيد.

– ميكروبات وتجاعيد:
كانت دراسة سابقة قد كشفت أن الميكروبات الموجودة على سطح البشرة تتغيّر مع التقدّم في السن، في الوقت الذي تتغيّر فيه البشرة من الناحية الفيزيولوجية أيضاً، فتظهر عليها التجاعيد وتُصبح أكثر جفافاً. ولكن تبقى هناك اختلافات في كيفيّة ومدى ظهور التجاعيد بين بشرة وأخرى لأشخاص يتشاركون العمر نفسه. أما الدراسة الجديدة فاستخدمت أساليب إحصائية مُتقدّمة للتمييز بين الميكروبات الناتجة عن العمر كرقم زمني وتلك المُرتبطة بأنواع مُحدّدة من علامات الشيخوخة كالتجاعيد المحيطة بالعينين على سبيل المثال.

للوصول إلى هذه الاستنتاجات، قام الباحثون بتحليل بيانات من 13 دراسة حول صحة الجلد أجرتها شركة L’Oreal على مدى السنوات القليلة الماضية، وشملت أكثر من 650 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و70 عاماً. وقد اعتمدت الدراسة على البيانات السريريّة للجلد كما على البيانات المُتعلّقة بتحديد وتصنيف البكتيريا. وفي أعقاب الأبحاث التي تمّ نشرها في مجلة Frontiers in Aging العلميّة، سلّط العلماء الضوء على ارتبط إيجابي بين تنوّع الميكروبيوم والتجاعيد المحيطة بالعينين، ولكن من ناحية أخرى تمّ تسجيل ارتباط سلبي بين تنوّع الميكروبيوم وتبخّر الماء عن سطح البشرة مما يتسبّب بجفافها ويؤدي إلى ظهور التجاعيد المُبكرة عليها.

– التغلّب على علامات الشيخوخة:
لا تؤدي نتائج هذه الدراسة إلى حلول وقائية جديدة، ولكنها تُشجّع على إجراء أبحاث أكثر عمقاً لفهم أفضل للارتباط بين الميكروبيوم وشيخوخة الجلد. وهي قد تُساهم في تطوير علاج حقيقي يُحافظ على الشباب لأطول فترة ممكنة.
يُعتبر هذا البحث رائداً في تحديد مؤشرات حيوية ميكروبية جديدة تكون مُرتبطة بعلامات الشيخوخة الظاهرة. وهو يُمثّل خطوة مهمة نحو تطوير تقنيات تؤمن الحصول على بشرة أكثر صحة وشباب. ويتمّ البحث حالياً عن مؤشرات حيوية مُحدّدة للميكروبيوم ومُرتبطة بشيخوخة الجلد، بهدف السعي إلى تطوير طريقة لتحسينها. وقد يؤدي ذلك إلى استحداث تقنيات تعتمد على مُستحضرات تجميل أو أدوات تجميليّة مُتطوّرة تكون مُصمّمة لتقليل علامات الشيخوخة بشكل ملحوظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى