مجتمع

كيف نتجنب الغيبة والنميمة في شهر رمضان المبارك

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

الغيبة والنميمة الغيبة هي ذكر ما يكره المرء من عيوبه وزلاته من الأمور، بينما النميمة كالافتراء في قول صفة غير موجودة في شخصٍ ما، ولقد عدّهما الله من الكبائر لدخولهما في ظلم الناس، لذلك يجب أن يتم تجنبهما في شهر رمضان المبارك، ولا تعدّان من مفطرات الصيام، ولكنها من المعاصي التي يجب الحذر منها واجتنابها، لأنها تضاعف الذنوب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (رُبَّ قائِمٍ حَظُّهُ مِنَ القِيامِ السَّهَرَ ، ورُبَّ صائِمٍ حَظُّهُ مِنَ الصِّيامِ الجوعُ والعَطَشُ).

كيفية تجنب الغيبة والنميمة في رمضان شهر رمضان المبارك كغيث الفرج محملٌ بالخيرات يعظم فيه أجر الطاعات، كما تعظم فيه الذنوب، وهو ترك الأكل والشرب، والشهوات، ولكن الناس يتغاضون عن أكل لحم بعض على مائدة الغيبة والنميمة يعدونها كالفاكهة لهم وهي مرة كالعلقم، يُكثر الناس منها ويصعب عليهم تجنبها في شهر رمضان المبارك لقلة علمهم بحقيقتها في نقصان الحسنات، قال الله تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)؛ وقد تم تشبيه الغيبة بأكل لحم الميت لشدة فحش هذا الفعل، فكيف حال من يستبيح الخوض في العرض كمن ينهش لحوم إخوته وهم أحياء.

العزلة عن الناس لقد وصى الصالحين أن خير سبيل لتوطين النفس على تقوى الله هي العزلة، حينها ينعزل المرء عن الناس، يهذب نفسه على عتبة العبودية، حتى إذا اضطر إلى مخالطة الناس منعته نفسه من الخوض في أعراضهم؛ فغشاء التقوى يحيطه؛ فلا يأنس إلا بمواطن الذكر.

كثرة الدعاء والذكر إن الدعاء للنفس من أنجع سبل الهداية، والذي يشغل لسانه بالذكر، سائلاً ربه أن يحفظ لسانه من سلك طريق الغيبة، يُجنبه الله ويثقل عليه قلبه إن خاض لسانه بالقيل والقال، فمن محاسن الذكر حفظ اللسان. تذكر حرمة الشهر الفضيل ينبغي على المرء حبس شهوته في الحديث عن الناس كما حبس نفسه عن الأكل والشرب، بتذكر حرمة شهر رمضان المبارك، وتذكر غضب الله من هذا الفعل الفاحش لأنه ظلم وكبيرة تنقص أجر الصيام.

ترك مجالس الغيبة ونصح الخائضين فيها يجب على المرء سد مجالس الغيبة، بتقديم النصيحة للخائضين فيها فإن أبوا وجب عليه تركها، وعليه ألا يصدق النمام بأي شكل؛ فقد قال الله-تعالى-: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتصُْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

الغيبة تناقض الإيمان فالمؤمن يحب لنفسه كما يحب لغيره، فكما أنه لا يحب أن يغتابه أحد فعليه أن يحب هذا لغيره في ترك غيبتهم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).

الصدقة لتكفير الذنوب لتكفير ذنوب الغيبة والنميمة على المرء أن يتصدق عن الأشخاص الذين اغتابهم، فإنه بهذا الأمر يزيد حسناته وحسناتهم يوم القيامة فيغفر الله له دون الأخذ من حسناته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى