كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
أزاح الأحتلال الإسرائيلي الستار عن خطتها الجديدة الرامية إلى تحديد مسار مستقبلي لإدارة قطاع غزة في تصور مبدئي لما بعد انتهاء الحرب التي شارفت على دخول شهرها الخامس.
من جانبه، كشف رئيس وزراء الأحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بنود الخطة لحكم قطاع غزة بعد انقضاء الحرب، ويتضمن أحد أبرز جوانبها تجريد غزة من السلاح بشكل كامل، وتقضي الخطة أيضًا بإقامة منطقة آمنة داخل القطاع تحت سيطرة إسرائيل، مع الاحتفاظ بحرية العمل في كامل المنطقة، دون تحديد حد زمني بهدف التصدي للتهديدات القادمة، بحسب التقارير الصادرة عن الصحف الإسرائيلية.
وتشمل الخطة الإسرائيلية إغلاق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في القطاع، ورفض الإملاءات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث قال نتنياهو، إن إسرائيل ترفض الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية.
وفي ذات السياق، تتعارض خطة رئيس وزراء الاحتلال مع الموقف الأمريكي، حيث نددت السلطة الفلسطينية وحركة حماس برفض الكنيست الإسرائيلي الاعتراف بدولة فلسطينية واعتبرتاه استخفافًا بالمجتمع الدولي وبالقرارات الأممية..
تهيئة منطقة «حي الزيتون» لتنفيذ الخطة
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، أن الخطة ستكون تجريبية، ومنطقتها المستهدفة حي الزيتون في شمال القطاع، حيث تهدف إلى تحويل حكم المنطقة إلى قادة المجتمع الفلسطيني المحليين الذين لا ينتمون لحركة حماس أو حتى للسلطة الفلسطينية.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى رغبة إسرائيل في تكليف قادة المجتمع الفلسطيني في حي الزيتون بمسئولية توزيع المساعدات وإدارة شئون السكان الذين لم ينتقلوا إلى الجنوب بعد بداية عمليات إسرائيل في الشمال، فضلًا عن أن القادة الفلسطينيين سيتعرضون لفقدان الشرعية من قبل المجتمع نتيجة لتعاونهم العلني والأحادي مع إسرائيل.
وأضافت القناة 12 الإسرائيلية، أن الاحتلال يظهر تمسكه بالخطة، خاصةً بعدم رسم أي خطط لحكم غزة تشمل السلطة الفلسطينية، وهو ما يجعل إطار حي الزيتون هو الإطار الوحيد الذي تعمل عليه إسرائيل في الوقت الحالي.
وبحسب “العربية” الإخبارية فإن خطة إسرائيل تتناسب مع الأوضاع المرصودة من خلال الأقمار الصناعية، حيث يظهر أن إسرائيل تقوم بتنفيذ طريق يقسم قطاع غزة إلى شطرين شمالي وجنوبي، يمتد من مستوطنة “نحال عوز” في غلاف غزة حتى البحر الأبيض المتوسط.
ما يجعل هذا التقسيم حي الزيتون، في الشطر الشمالي من غزة، المنطقة التي تقول إسرائيل إنها تمكنت من إخلائها من حماس وفرضت سيطرتها الأمنية عليها، وفقًا لتصريحاتهم، على الرغم مما تعلنه كتائب القسام بشأن استمرار المعارك في هذه المنطقة.
وفي سياق متصل، قام الجيش الإسرائيلي بنشر عشرات الجرافات لتسوية المباني المدمرة في المنطقة المستهدفة، وشق طريق ترابي يمهد الطريق لتنفيذ الخطة.
وفي وقت سابق، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجهزته الأمنية قبل نحو شهر التفكير في تعزيز دور العشائر في غزة، بالإضافة إلى تسليحها لتكون لها دور أكبر في السيطرة على القطاع، ورغم ذلك، أكدت العشائر الفلسطينية رفضها القاطع لاقتراح إسرائيل، مشددة على أن إدارة قطاع غزة هي شأن فلسطيني يناقشه الفلسطينيون فقط.