جودة عبد الصادق يكتب .. كفاح الأم الفلسطينية.. صبر لا يُقهر وإرادة لا تنكسر

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
في قلب الجراح، وبين أنقاض البيوت، وتحت أزيز الطائرات، تقف الأم الفلسطينية شامخة، تتحدى الألم وتُربي الأمل، لا تبكي ضعفًا بل تُبكي العالم بصبرها الذي فاق حدود البشر.
إنها ليست فقط أمًّا، بل مدرسة نضال، وقصة كفاح تُروى في كل بيت فلسطيني، إنها التي تُودّع أبناءها الشهداء بدموع الفخر لا الانكسار، وتخبئ الخوف في قلبها حتى لا يراه أطفالها، وتزرع فيهم حب الأرض والكرامة قبل أن تزرع فيهم حب الحياة.
رأيناها تحفر بيديها بين الركام بحثًا عن صغيرها، وتغزل من بقايا الخيام دفئًا لأطفالها، وتجعل من حكايات الليل قصص بطولة لا تعرف الهزيمة. تُقاوم القهر بالصلاة، والجوع بالصبر، والحرمان بالعزة، حتى صارت رمزًا عالميًا لصمود لا يُقارن.
كم من أمٍ فلسطينية وُئدت أحلامها تحت الاحتلال، لكنها لم تستسلم، بل حوّلت الحلم إلى فعل، والخسارة إلى قوة. هي التي تُعيد بناء بيتها عشرات المرات، وتُكمل درب أبنائها الشهداء، وتزرع الزيتون ليبقى الجذر شاهدًا على بقائها.
في فلسطين، الأم ليست مجرد فرد في العائلة، إنها وطن صغير يحمل الوطن الكبير في قلبه، تقف على حدود الألم ولا تسقط، تنزف ولا تتراجع، تفقد ولا تضعف، تُحاصر ولا تُهزم.
تحية لكل أم فلسطينية، رفعت راية الصبر يوم انكسرت قلوب، وآمنت بالحرية حين شكّ العالم، وظلت على العهد أمًّا للكرامة، وشاهدة على النصر الآتي، مهما طال الطريق.
[email protected]