مقالات كبار الكتاب

اكشن..كلاكيت تاني مرة… أين انتم…أيها العليا للإعلام

بقلم ا.د فتحي الشرقاوي

عندما يعبر مواطن عادي عن وجهة نظرة في نظام اي دولة اخرى غير دولته أو طرح رؤيته التقييمية لسمات وخصائص افراد تلك الدولة سواء من المنظور الايجابي أو السلبي، فعادة ما نقول إنه لا يمثل إلا نفسه، ومن ثم تنعقد المسؤلية الفردية عليه بشكل شخصي مباشر، لكن السؤال.. ماذا لو كان كاتب الكلام يمثل شخصية اعتبارية اعلامية صحفية حكومية، ويكتب في جريدة قومية تمثل الدولة هنا ودون ادنى تردد نقول في هذه الحالة اننا نكون قد تعدينا حدود المسؤلية من كونها مسؤلية شخصية تخص كاتبها فقط، الى كونها مسؤلية أعم واشمل ،تمتد لتمسك الشخصية الاعتبارية العامة للدولة، التي يمثلها الكاتب من خلال جريدته التي يرأسها،هذا ماحدث بالفعل فقد شن عبد الرزاق توفيق، رئيس تحرير جريدة الجمهورية القومية في مقال له بموقع الجريدة هجوما عنيفا على دول الخليج بعامة ، والسعودية بخاصة، واصفا الأشقاء السعوديين بالحفاه العراه.الذين يتطاولون في البنيان مع سلسلة من الأوصاف والنعوت( أنا في حِل من ذكرها الآن)، يندى لها الجبين و يعف اللسان عن ذكرها ، لأنها بالفعل خادشة للحياء العام والخاص، ولا تتناسب ولا تليق مطلقا مع طبيعة العلاقة الخاصة التي تربط البلدين الشقيقين حكومة وشعبا، ولعل السؤال المطروح في هذا الصدد…

كيف يتسنى لمدير تحرير جريدة قومية عريقة مثل الجمهورية كتابة مقال بمثل هذا المستوى⁉️
الذي أقل مايوصف به بأنه وصلة شرشحه في ادنى مستواهها، قد ينبري ويبرز البعض قائلا ومبررا..احنا مانعرفش دوافع وأسباب كتابة مدير التحرير لمقاله هذا،فقد يكون رد فعل مباشر لاساءات طالت مصر وشعبها، ومن ثم يكون رد فعله ايجابيا من منطلق الدفاع عن النفس، وبرغم الوجاهه السطحية التي يبدو عليها مثل هذا الطرح الساذج الممعن في التفكير الطفولي، إلا أن ردنا عليه يكمن في أن هناك فارق كبير بين أن تمثل ذاتك بالطريقة التي ترتأيها وتراها ،وبين إنك تمثل جريده تنتمي الى دوله بالمعنى الاعم، وكون حضرتك ذيلت مقالك بأسم مدير التحرير للجريدة، فأنت توافق مبدئيا على إنك لسان حال الجريدة والحكومة التي تديرها وتشرف عليها،ومن ثم المجتمع بصفه عامة ،وهذا أمر بعيد تماما عن الصواب، وقيام الجريدة بسحب المقال وتقديم اعتذارها الواجب،يعد في اعتقادنا خطوة شجاعة تستحق الإشادة والثناء،لأنها تأتي من باب فضيلة الاعتذار عن الخطأ، لكننا على الجانب الاخر لابد من المحاسبة والمسائلة الداخلية، فما وقع من مدير التحرير أمر لا يمكن الاقلال من شأنه والتعامل معه بمنطق الاستخفاف ، لأن مثل هذا الاندفاعات الصحفية غير المحسوبة قد تكلف المجتمع في اطار علاقتها بغيرها من الدول ااخرى خسائر فادحة ، هل ننتظر رد فعل العليا للإعلام على تلك السقطة المريعة،أم سيمر الأمر مرور الكرام وكأن شيء لم يحدث، والسؤال الاخر ماذا لو وجدنا بعض مواطني الخليج يرشقوننا في المرحلة القادمة بحملة من الاساءة لنا كمصريين كرد مضاد لم حدث من جانب مدير صحيفتنا القومية ..ترى كيف سيكون شكل الأزمة وادارتها وتوقع عواقبها…أسئلة كثيرة اظن واعتقد انها لم تكن في حسبان السيد مدير التحرير الذي تسبب في إطلاق الشرارة، و عليه الاعتذار لنا قبل اعتذارة الى من أخطأ في حقهم.
مجرد خاطره
ا.د.فتحي الشرقاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى