مجتمع

لعنة الفيسبوك وراء مشاكل الإنفصال الاجتماعي

بيوتنا أصبحت مثل بيوت العنكبوت واهية

كتبت زيزي غريب

أهلا بالفيسوك وبكافة وسائل التواصل التي سميت بالاجتماعي الحمد لله كافة مشكلاتنا حلها كان سهلا وبسيطا
ولكن لك نكن نعلم شكرا لهذا الانفصال الاجتماعي?

✍️عائلاتنا إلى أين تسير؟.
ونحن في زمانٍ ‎طريقنا مملوء بالذئاب المفترسة؟!
وقافلة البيت ‎تسير بمفردها،،،!!
‏ ‎تيقظوا، لن يبقى شيء اسمه الأسرة كما يخطط لنا.
‏‎إلى أين نسير؟
بيت خالٍ من المشاعر والقُرب.
‏‎*وجوجل متخم بالمشاعر والحب*
‏‎
بيت كل فرد فيه دولة مستقلة، منعزل عن الآخر، ومتصل بشخص آخر، خارج هذا البيت‏، لا يعرفه ولا يقربه.
بيتٌ لا جلسات لا حوارات، لا مناقشات لا مواساة.

تيقظوا.
‏‎هكذا بيوت العنكبوت، واهية.
الأب الذي كان تجتمع حوله العائلة… تبدل ‏‎وصار (راوتر).
‏‎الام التي كانت تلملم البيت بحنانها ورحمتها،
تحولت وصارت واتس آب.‎في بيوتٍ الكل مشغول عن الكل.

‏‎إلى اين نسير؟
‏‎الأبناء تحولوا من مسؤلين إلى متسولين.
‏‎يتسولون كلمة إعجاب من هنا، ومديح مزيف من هناك. وتفاعل من ذاك وهذا وهذه..
‏‎زمان أصبحنا نستجدي فيه الحنان من الغريب،
بعدما بخلنا به على القريب.

‏‎إلى اين نسير ..؟؟
الزوج‎ يلاطف هذه ويتعاطف مع تلك،
وهن غريبات بعيدات… وزوجته بالقرب منه… ولكنها لم تسمع عطفه ولا لطفه…
الزوجة تعلق على كل منشورات الرجال الغرباء، ‏‎وتعجب بصورهم الشخصية…
وزوجها بجانبها يترقب منها كلمة إعجاب واقعية.

‏‎إلى اين نسير؟
أم تراقب كل العالم في مواقع التواصل.
‏‎لا يمر منشور إلا ووضعت بصمتها عليه.
‏‎ولكنها لا تدري ماذا يوجد في بيتها.
هل لها بصمة في سكينته ومودته وتربوياته؟
‏‎أب يهتم بكل مشاكل العالم، ويحلل وينظر لكل احداث الأسبوع. ‏‎وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته!!…
لا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في بيته

‏‎إلى اين نسير..؟
أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب “إني حزين” ‏‎
هي لا تدري أن بنتها غارقة بالحزن والوحدة.
‏‎تتأثر لقصص وهمية يكتبها أناس وهميين.
‏‎والدٌي يخطط لنصيحة شابة تمر بازمة نفسية.
هو لا يهتم بابنته التي تعيش في أزمات.

‏‎ابن معجب بكل شخصيات الفيس..
‏‎ويراها قدوة له، ويحترمها ويبادلها الشكر لما ينشروه، ‏‎والده الذي تعب لأجله ‏‎لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح.

‏‎ولم هكذا صار المسير..؟؟.
لأننا نبحث عن رسالتنا خارج البيت.
نريد أن نؤدي رسالتنا خارج اسوار البيت.

‏‎مع الاخرين
‏‏‎مع الغرباء مع من لا نعرفهم..
فمنهم من يجد أصحاب النوايا الحسنة وتجمعهم بهم محبة صادقة وصداقات حقيقية ‘
ومنهم من يقعون فريسة للذئاب المتسترة خلف الشاشات منتظرين الشياة الشاردة وهذا ما يمثل الخطر الأكبر علي المجتمع بأكمله

وكل منا يبحث عمن يشبهه ويميل نحوه ‘
فأصبح هناك ترابط بين من هم أغراب
ولم يجمعهم موعد ولا لقاء ‘
وتباعدت الروابط الحقيقية في الأسرة الواحدة
وإنشغل كل واحد بعالمه وبما يريد ‘
وبمن يشعر به ‘ويستمع إليه ‘.

والأبناء سر البقاء والسعادة .
و بالأسرة للجميع دوره وبالمقابل يجد حقه
وتتكامل الحياة ليكن مجتمع راقي وناضج ومتحضر ‘ ولكن ما يحدث الآن عكس هذا بالمرة .
لقد إنطفأت شمعة الترابط وأصبح البحث عن لقمة العيش وتوفير سبل الحياة المادية فقط هو المسيطر ‘
فبات الفتور العاطفي و التباعد هو المسيطر علي أجواء الأسرة الواحدة ‘ وباتت الوحدة تتسلل القلوب ‘ والجفاء
في المشاعر هو الشعار ورغم التواجد في مكان واحد إلا أن الفرقة هي السائدة ‘ فأصبحت الأجساد مجتمعة والقلوب شتي.
ولكن لم ينتظر أحد لشحذ المحبة من قلوب من حوله فأصبح الجميع يبحث عن من يقدره ويري ما ينقصه من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والتي ينكر البعض أنها حقيقة ويدعون أنها مواقع خيالية وأثيرية و مختلف المسميات‘

وفي النهاية يشتكي الجميع أن الكل مشغول عن الكل ‘ وهم من أحدثوا هذه الفرقة بتخلي كل واحد منهم عن دوره وبالبحث عن الماديات فقط ونسيان القلوب التي تصرخ ألماً

أين الدفء ؟
أين المحبة ؟
أين التفاهم والثقة ؟ أين الترابط الأسري.!؟

‏‎ما الحل والعلاج… ؟
أن نتيقن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من البيت.
‏‎رسالتنا تبدا من بيوتنا وفي بيوتنا ومع اهلنا
‏‎ولنعلم أننا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت ‏‎قبل الشارع ستنتهي أكثر مشاكلنا..

‏‎للبعض نقول.
رسالتكم مبدؤها في بيوتكم ..
ليس مطلوبا منكم أن تصلحوا العالم كله…
ولكن لو نظف كل واحد منا بيته لأصبح المجتمع كله نظيفا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى