مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … صدمتى فى سكان العشوائيات

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

نـعـم كــانــت صـدمـتـى شــديــدة بـعـد أن قمنا السبت المـاضـى بنشر مـوضـوع كامل على صفحتين بأخبار اليوم عن التطوير الذى يتم حاليا فى أكبر بؤرة عشوائية فى مصر كلها وهـى منطقة « عزبة الهجانة » بمـديـنـة نـصـر، والـتـى لايـوجـد بـهـا عـمـارة واحدة مرخصة أو فواصل بينها، ولاشوارع، ولامـكـان لأى خـدمـات بها، والـتـى شاهدنا الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه ينتقل إليها فى شهر فبراير الماضى ومعه مجلس الـــوزراء بالكامل ليطلعوا بأنفسهم على هذه المنطقة وماحدث فيها من مخالفات فــى الــبــنــاء قــد تـصـل إلــى حــد الجــرائــم، ويـأمـر بتطوير هـذه المنطقة مهما كانت التكلفة،وشق شـوارع فيها، وإنشاء خدمات بها،وتوفير مسكن بـديـل محترم ومؤثث بالكامل ودون أى مقابل لمـن سيتم إزالـة وحدته فى   هذه تقديرا من بلدنا لأبنائها واحتراما لآدميتهم خاصة وأنــهــم لاذنـــب لـهـم فــى الإقــامــة بـعـمـارات مخالفة بالكامل قام ببنائها تجار الأراضى والعقارات، وبعضهم قام بطريقة البلطجة ووضع اليد على أرض لايملكها فى زمن لم تكن فيه هيبة للدولة لكى تحاسب هؤلاء أو من ساعدهم فى ذلك.

وتم بـالـفـعـل نـقـل مـئـات الأســـر لشقق فاخرة مؤثثة بالكامل فى مشروع أهالينا 1، و2 وهو نفس مايتم مع أى مواطن بسيط يتم نقله من العشوائيات التى يتم تطويرها أوالمنازل التى يتم إزالتها لمخالفتها شروط البناء مثلما نشاهد حاليا فى الإزالات التى تعترض توسعة الطريق الدائرى.

إلا أننى فوجئت بعدد ليس بالقليل من هؤلاء لايقدرون مافعلته الدولة من أجلهم، ومن إصرارها أن تنقلهم إلى وحدات سكنية محترمة ومؤثثة وفى حى حضارى يعيشون فيها بشكل آدمى وبهكل الخدمات، وقاموا بـبـيـع وحــداتــهــم هــذه لـبـعـض الـلاجـئـين الـسـوريـين وغيرهم مقابل 600 ألـف جنيه للوحدة وبعدها قـام هــؤلاء الـذيـن قدرتهم الدولة واحترمت آدميتهم بالعودة مرة أخرى لعشوائيات ثانية للعيش فيها وكأنهم يصرون على ألا يعيشوا حـيـاة البشر الطبيعيين، ويفرطون فى هدية الدولة التى لم يدفعوا فيها مليما واحــدا !! ولذلك أقـول واأسفاه على ما يحدث من جانب مثل هؤلاء الذين لن يتركوا لدى أى منا بعد ذلك ذرة تعاطف، وأرى أن تقوم الأجهزة المعنية بمتابعة مثل هــذه الحــالات وحـرمـانـهـم مـن هــذه الهدية المجانية نهائيا مـادامـوا يريدون العيش فى أمـاكـن أشبه بأماكن الحـيـوانـات، وليبحثوا هم بطريقتهم الخاصة وعلى نفقتهم عن الأمـاكـن التى تناسبهم،خاصة وأنـهـم كانوا فـى الـبـدايـة مقيمين فـى مناطق عشوائية مخالفة لا دخـل للدولة فيها،وعندما تقوم الدولةبإزالتهالايلومهاأحد،ولايطلبمنها أحد تعويضا مادمنا نفرطفىهدايا الدولة بهذه الصورة الصادمة،وأن يتم أخذ إقرارعلى مثل هـؤلاء عند تسلمهل وحدة مؤثثة بهذه الصورة ألايبيعها لأحد وإلا يتم سحبها منه وتحميله غرامة تساوى ثمن هـذه الوحدة التى لم يدفع فيها مليما من قبل.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى