كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
التدخين من أخطر العادات الصحية في العالم، فهو يهدد حياة الملايين من الرجال والنساء على حد سواء، ومع ذلك، تكشف دراسات حديثة أن النساء يتأثرن بأضرار التدخين أكثر من الرجال، سواء من حيث الخصوبة أو أمراض القلب أو هشاشة العظام. وفقا لموقع تايمز ناو.
أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن التدخين لسنوات طويلة يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والرئة والقولون بين السيدات اللاتي تزيد لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي لأسباب متعددة.
وقام الباحثون في تلك الدارسة بتحليل كيف يؤثر التدخين وشرب الخمر والنشاط البدني في زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض السرطانية بين السيدات، خاصة اللاتي لديهن فرص أكبر للإصابة بسرطان الثدي لأسباب وراثية أو للسن أو العوامل الأخرى.
وبالمقارنة مع السيدات اللاتي لم يدخن يوماً ما, وجد الباحثون أن السيدات المدخنات لأكثر من 35 عاماً تزيد لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي شديد الانتشار بنسبة 60% أكثر عن السيدات غير المدخنات, كما تزيد لديهن فرص الإصابة بسرطان القولون أربع مرات أكثر من غيرهن.
بينما السيدات اللاتي مارسن التدخين لسنوات تتراوح بين 15 إلى 35 سنة تزيد لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 34%، ومرض سرطان القولون بنسبة 7% عن غير المدخنات.
وبالمقارنة بغير المدخنات, وجد الباحثون أن السيدات اللاتي يدخن أكثر من علبة سجائر باليوم لأكثر من 35 عاماً يكن عرضة للإصابة بسرطان الثدي 30 مرة أكثر، وتقل الخطورة إلى 13 مرة أكثر للسيدات اللاتي يدخن لفترة تقل عن 35 عاماً.
كما أثبتت الدراسة أن السيدات اللاتي لا يمارسن النشاط البدني تزيد لديهن مخاطر الإصابة بسرطان جدار الرحم بنسبة 70%, ربما لأن هؤلاء السيدات يكن من البدينات وهو أحد عوامل خطورة المرض.
وسوف يتم عرض هذه الدراسة في السادس من شهر يونيو/ حزيران على الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لطب الأورام في شيكاغو.
وقالت كاتبة الدراسة ستيفاني لاند الأستاذ المساعد بقسم الإحصاء الحيوية بجامعة بيتسبرج: "هذه هي أول دراسة تقوم باختبار تأثير التدخين على السيدات اللاتي يواجهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي".
وأضافت "أوضحت نتائجنا زيادة كبيرة في مخاطر الإصابة بأمراض سرطانية عن تلك التي قدمتها دراسات سابقة، إذ ترى الدراسة أن السيدات اللاتي يواجهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب عوامل وراثية أو عوامل أخرى يصبح التدخين أكثر خطورة في زيادة فرص الإصابة بهذه الأمراض السرطانية".
وحذرت بقولها: "هذه النتائج تبلغ رسالة هامة لكل سيدة لها تاريخ مرضي في أسرتها مع سرطان الثدي أن تحذر التدخين وتمارس التمارين البدنية لتجنب تلك الأمراض الخطيرة".
التدخين خطر مشترك لكن النساء أكثر تأثرًا
يميل الرجال والنساء إلى التدخين لأسباب متعددة، مثل التوتر أو ضغط الأقران، لكن تأثير التدخين على النساء غالبًا ما يكون أعمق وأخطر. السبب هو أن أجسام النساء تحلل التبغ بطرق مختلفة، كما أن العوامل الهرمونية تجعلهن أكثر عرضة لأضراره.
التدخين يؤدي إلى أضرار جسيمة في الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، مثل:
سرطان الرئة.
مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
أمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية.
لكن لدى النساء، تظهر مضاعفات إضافية ترتبط بالهرمونات والعظام والخصوبة، وهو ما يجعل أثر التدخين مضاعفًا وخطيرًا على المدى الطويل.
كيف يدمر التدخين خصوبة المرأة وصحتها الإنجابية
التدخين لا يؤثر فقط على الرئتين، بل يمتد أثره إلى الجهاز التناسلي، حيث يمكن أن يؤدي التدخين إلى اضطرابات هرمونية، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وانخفاض جودة البويضات.
كما يزيد من احتمالية انقطاع الطمث المبكر، وهو ما يقلل فرص الحمل الطبيعي.
وفي حالة الحمل، يصبح الخطر أكبر بكثير، حيث يمكن أن يسبب:
الولادة المبكرة.
انخفاض وزن المولود.
مشكلات في نمو الجنين وتطوره العصبي.
مضاعفات في المشيمة قد تهدد حياة الأم والجنين معًا.
النساء المدخنات أثناء الحمل يعرضن أنفسهن وأطفالهن لأضرار قد تمتد إلى ما بعد الولادة، فالأطفال المولودون لأمهات مدخنات قد يعانون من ضعف المناعة أو أمراض تنفسية مزمنة.
التدخين السلبي خطر صامت على النساء والأطفال
لا يتوقف خطر التبغ على من يدخن فقط، بل يمتد إلى من حوله، وتشير الأبحاث إلى أن التعرض للتدخين السلبي يسبب لدى النساء المخاطر التالية:
التهابات مزمنة في الجهاز التنفسي.
زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
اضطراب في مستويات الهرمونات الأنثوية.
أما بالنسبة للأطفال، فإن استنشاق دخان السجائر داخل المنزل قد يؤدي إلى الربو وضعف المناعة والتهابات الأذن المتكررة، بالإضافة إلى زيادة خطر الوفاة المفاجئة للرضع.
أضرار التدخين الخفية على المرأة
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التدخين يضعف العظام ويقلل من امتصاص الكالسيوم في الجسم، ما يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بـ هشاشة العظام، خاصة بعد سن الأربعين.
كما يؤدي التدخين إلى انقباض الأوعية الدموية وتراكم الدهون في الشرايين، مما يزيد من احتمال الإصابة بـ:
الذبحة الصدرية.
ارتفاع ضغط الدم.
السكتة القلبية أو الدماغية.
النساء اللواتي يدخنّ لديهن خطر مضاعف للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالرجال المدخنين في العمر نفسه نظرًا لاختلاف تركيب الأوعية الدموية وتأثير الهرمونات الأنثوية.
نصائح الخبراء للإقلاع عن التدخين
الإقلاع عن التدخين ليس مستحيلًا، بل يحتاج إلى إرادة ودعم نفسي واجتماعي.
وفيما يلي خطوات عملية تُساعد على ذلك:
1. حددي تاريخًا دقيقًا للإقلاع، واعتبريه بداية جديدة لصحتك.
2. تخلصي من جميع السجائر أو الولاعات في المنزل أو الحقيبة.
3. استبدلي التدخين بعادات صحية مثل مضغ علكة خالية من السكر، أو تناول الفاكهة الخفيفة.
4. اطلبي الدعم من العائلة أو الأصدقاء أو البرامج المتخصصة في الإقلاع عن التدخين.
5. اشربي الكثير من الماء وحافظي على النشاط البدني للمساعدة في السيطرة على الرغبة في التدخين.
قد يشعر البعض بالراحة المؤقتة بعد التدخين، لكن الحقيقة أن هذه الراحة تُخفي وراءها تأثيرًا سلبيًا دائمًا على الصحة الجسدية والعقلية، الإقلاع عن التدخين هو أفضل استثمار تقوم به المرأة في حياتها.
