كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل الجاليات المصرية والشرق أوسطية في الخارج، فازت دورين أسعد، الكندية من أصول مصرية، بمنصب عمدة مدينة بروسار (Brossard) في مقاطعة كيبيك الكندية للمرة الثالثة على التوالي، لتواصل بذلك مسيرتها في العمل العام التي بدأت قبل أكثر من 15 عامًا، وتُثبت حضور المرأة العربية في المشهد السياسي الكندي بقوة وكفاءة.
وجاء فوز أسعد بعد منافسة متقاربة شهدتها الانتخابات البلدية، حيث حصلت على أغلبية الأصوات بفضل سجلها المليء بالإنجازات خلال فترتي ولايتها السابقتين، والتي ركزت فيها على تطوير البنية التحتية، وتحسين النقل العام، وتعزيز الشفافية في إدارة ميزانية المدينة، إلى جانب توسيع مساحات التعاون بين المجتمع المحلي ومجلس المدينة.
وقالت أسعد عقب إعلان النتائج في كلمة أمام مؤيديها:
“هذا الفوز ليس لي وحدي، بل لكل من يؤمن بأن الخدمة العامة يمكن أن تكون أداة للتغيير الإيجابي. أشكر سكان بروسار على الثقة التي جددوها، وسأواصل العمل لجعل مدينتنا نموذجًا في التنمية والتنوع والشفافية”.
وُلدت دورين أسعد في كندا لأبوين مصريين مهاجرين، وحصلت على درجة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب من جامعة مونتريال (Université de Montréal). قبل دخولها عالم السياسة، عملت في مجالات التحليل وإدارة المشروعات بعدد من الشركات الكندية الكبرى، من بينها Bombardier Aerospace وCanadian National Railway وDesjardins Group، حيث اكتسبت خبرة إدارية وتنظيمية كبيرة انعكست لاحقًا على أسلوب إدارتها للمدينة.
بدأت مسيرتها السياسية عام 2009 كعضو في مجلس بلدية بروسار، قبل أن تُنتخب عمدة للمدينة عام 2017، لتصبح أول امرأة من أصول مصرية تتولى منصب عمدة في كندا، وفقًا لما أوردته صحيفة Egyptian Streets والأهرام الكندية. وفي عام 2021، أعيد انتخابها لولاية ثانية، ثم جدد المواطنون ثقتهم بها في انتخابات العام الجاري 2025.
تتبنّى أسعد نهجًا إداريًا يقوم على القيادة التشاركية، وتشجع على إشراك المواطنين في صياغة السياسات المحلية من خلال اللقاءات الدورية والحوارات المفتوحة. كما تعمل على جعل بروسار مدينة أكثر استدامة بيئيًا، عبر دعم مشاريع النقل الكهربائي، وزيادة المساحات الخضراء، وتطوير برامج إعادة التدوير.
يُشار إلى أن مدينة بروسار تُعد واحدة من أهم ضواحي مونتريال، ويقطنها أكثر من 90 ألف نسمة من خلفيات ثقافية متعددة. ويُنظر إلى إعادة انتخاب دورين أسعد كمؤشر على الثقة الواسعة في أدائها، ورسالة فخر للمجتمع المصري في الخارج، الذي يرى فيها نموذجًا ناجحًا للمرأة العربية المهاجرة القادرة على القيادة والإسهام في المجتمعات الغربية.
				







