مقالات رئيس التحريرمقالات كبار الكتاب

جودة عبد الصادق يكتب .. غزة تُعمَّر… وإسرائيل لا تُحاسَب!

بقلم جودة عبد الصادق إبراهيم

منذ أن سكت صوت القنابل والدخان ما زال يملأ سماء غزة، يبقى السؤال الأخطر: من يدفع فاتورة الإعمار؟
هل يتحمّلها العالم الذي يشاهد المأساة من خلف الشاشات؟

أم إسرائيل التي دمّرت البشر والحجر، ومسحت ملامح الحياة في واحدة من أقدم بقاع الأرض؟

الحقيقة التي يعرفها الجميع ويتغافل عنها البعض، أن ما حدث في غزة ليس “نزاعًا عابرًا”، بل جريمة حرب مكتملة الأركان، نفّذتها آلة عدوانية لم تفرّق بين طفل وامرأة، بين مسجد ومدرسة، بين حلم صغير وبيت يأوي أسرة.

💣 من دمّر… يجب أن يدفع
إسرائيل خرّبت كل شيء، ثم تتظاهر بأنها ضحية. والعالم، كالعادة، يهرع لعقد مؤتمرات المانحين، وتُفتح دفاتر الشيكات لتُدفَع مليارات لإعادة الإعمار.

لكن السؤال المنطقي: لماذا يدفع الأبرياء ثمن جرائم المحتل؟
من العدل أن تتحمّل إسرائيل كامل تكلفة إعادة الإعمار، وأن يُجمد جزء من المساعدات التي تحصل عليها سنويًا، لتُوجَّه إلى تعويض الشعب الفلسطيني الذي عانى القصف والتشريد.

🌍 العالم بين الصمت والتواطؤ
لم يكن الصمت الدولي بريئًا، بل كان تواطؤًا ناعمًا غلّفه الغرب بعبارات إنسانية جوفاء.

دول كثيرة وقفت سياسيًا أو إعلاميًا مع إسرائيل، وبعضها زوّدها بالسلاح أو غطّى جرائمها بذريعة “الدفاع عن النفس”!

أليس من العار أن تُدك غزة بالصواريخ أمام عيون العالم، ثم يُطالب الضحية بالهدوء وضبط النفس؟

إن من دعم العدوان أو برّره، شريك في الجريمة. فكما قال الحق تعالى: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار.”

🕊️ إعمار الكرامة قبل الحجارة
إعمار غزة لا يبدأ بالخرسانة، بل يبدأ بإعادة الكرامة والعدالة.

يجب أن يُحاكَم قادة الاحتلال كمجرمي حرب، وأن تُلزم إسرائيل قانونيًا واقتصاديًا بدفع تعويضات هائلة لكل أسرة فقدت منزلها أو طفلها.

أما العالم العربي، فعليه أن يوحد كلمته، ويحوّل دعمه من بيانات الشجب إلى مواقف عملية وضغوط دبلوماسية واقتصادية حقيقية.

🇪🇬 مصر… قلب العروبة ونبض الموقف الشريف
وسط هذا المشهد المظلم، تظل مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي شعلة أمل وسط الركام.

فمنذ اللحظة الأولى للأزمة، فتحت مصر معبر رفح أمام الجرحى والمصابين، وقدّمت المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة، وأطلقت مبادرة شاملة لإعادة إعمار غزة، مؤكدة أن دعم الشعب الفلسطيني ليس منّة، بل واجب قومي وإنساني.

مصر لم تكتفِ بالمساعدات، بل تحركت سياسيًا ودبلوماسيًا بقوة لوقف إطلاق النار، وحماية الأرواح البريئة، وفرض مناخ يضمن وصول الدعم للشعب الفلسطيني بعيدًا عن المزايدات أو المصالح الضيقة.

لقد أثبت الرئيس السيسي أن مصر كانت وستظل درع العروبة وحصنها المتين، وأن صوت العدالة والإنسانية لا يمكن أن يُخرس أمام آلة الدمار والظلم.

غزة ستُبعث من تحت الركام، وستظل رمزًا للصمود والإيمان بأن الحق لا يموت، ولو غطّاه رماد الدمار.

وفي النهاية تبقى الحقيقة راسخة: من دمّر غزة… هو من يجب أن يدفع ثمن إعمارها.

ومن دعم الظالم… سيُسجَّل اسمه في صفحات العار.
ومصر ستبقى دائمًا صوت الحق، ويد العون، وراية العدل في وجه كل باطل. 🇪🇬

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى