بقلم جودة عبد الصادق إبراهيم
في منطقة بولاق أبو العلا… الحتة اللي مهما اتغير الزمن، تفضل هي الأصل والبدايات. في شوارعها لعبت، وعلى أرصفتها ضحكت، ومنها خرجت للدنيا، ومعايا أجمل ذكريات… و3 من أغلى الناس على قلبي.
كنا أربعة أصدقاء، عمر واحد وقلوب صافية ما تعرفش غير الوفا.
أولهم… صديقي المسيحي،
اللي عمر ما بينّا دين ولا مذهب ولا اختلاف. كان أخويا بمعنى الكلمة. أكلنا سوا، وفسحنا سوا، ووقفنا جنب بعض في الحلو والمر. لو الدنيا اتقسمت أديان… صحوبتنا كانت دين واحد: دين الجدعنة والمحبة والاحترام.
والتاني… صديقي الضابط،
اللي حلم يخدم بلده من وهو طفل. مافيش موقف إلا وبيثبت إنه راجل بمعنى الكلمة. استشهد في أيام الثورة الملعونة، ورغم رحيله… سيرته لسه عايشة جوانا، وذكراه عمرها ما بتموت. الله يرحمه ويجعل مقامه الجنة.
أما التالت… جندي من خير أجناد الأرض،
واقف على حدود مصر، حامل سلاحه وضميره وقلبه. يمكن الزمن فرّقنا، لكن الدعوة ليه ثابتة… ربنا يحفظه ويرجعه سالم غانم لأهله وبلده.
ولأني ماكانش ليا أخوات بنات…
كبرت وسط أسرة غالية وناس طيبين، جيرانا كانوا أهل، وبيوتهم كانت بيوتنا. شاركونا الضحكة، الوقفة، الفرح، والونس.
الشارع زمان كان عيلة.. مش مجرد بيوت وعمارات.
كبرنا واتفرّقنا، لكن كل ما أرجع بذاكرتي للرصيف القديم في بولاق أبو العلا… ألاقي الضحكة والصورة واللعب والمواقف. ناس كتير بتمر في حياتنا… بس في ناس محفورين جوانا للأبد.
لم نفترق…
نحن فقط توزعنا بين الأرض والسماء والحدود،
لكن القلوب لسه متجمعة.







