بقلم ا.د فتحي الشرقاوي
عندما يدخل في صراع ومشاحنات مع زوجته ولايستطيع كسب معركته الشخصية معها كزوج في هذا الوقت يحاول كسرها وتشويه صورتها بطريقه تخرج عن كل اساليب الاخلاق التربوية ،في استخدامه للابناء كوسيلة للانتقام منها ،والاقلال منها ومن ثم عقابها والغريب في الأمر انه يدير هذه المعركةالخبيثه بدم بارد دون اسالة نقطة دم واحده ،مستخدما دوره كأب في استقطاب اولاده له في مواجهة أمهم ،كل مايشوف زوجته اتخذت موقفا يتسم بالشده والالتزام ناحية الاولاد كأحد مقتضيات تربيتهم، سرعان مايتدخل في الحال لنصرة الأبناء والوقوف معهم مع توبيخ ونقد الزوجه امامهم،بحيث يبدو الأمر وكأنه استقطاب لهم ،وفي نفس الوقت اظهار الأم بوجه امنا الغوله العنيفة العدوانية ،ولا يقف الأمر عند هذا الحد الكارثي،وانما قد يصل إلى مبالغة الروج في الطبطبه للابناء واشباع كافة رغباتهم التي قد لا تكون مستحقه في غالب الاوقات،فجأة نجده مبتسما في وش المحروس ابنه أو بنته.و هاتك يادلع وتدليل مبالغ فيه كأن الست امهم أمنا الغوله والبطة السودا غير المحبه ولا الامينة عليهم ،هل ادركتم الآن مدى خبث هذا الأب،و طبعا لو حد قاله إنك خبيث،سيهب منتفضا مدافعا كذبا وبهتانا بأنه يحب أولاده ويشبع رغباتهم التي تقف زوجته امامها، ونحن بدورنا نسأله هل حبك لهم.يتطلب تكسير كلام زوجتك.امامهم وتشويه صورتها وجعلها مهزوزة وضعيفه في نظر عيالها إنها معركة خبيثة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ،لا يقوم بهذا التخطيط الخبيث الا زوج مضطرب نفسيا، ليس لديه قدرة على ادارة الصراع مع زوجته ،فيحاول تحويل دفة الصراع إلى الابناء، ولسنا في حاجة للتدليل على صحة الاولاد النفسيه عندما يكبرون ويدخلون عالم الرشد من حيث كراهيتهم لامهم وعدم برهم لها،وكذلك تشويه الصورة.الانثوية بداخلهم.مما يجعلهم يتعاملون مع اي نموذج انثوي في المستقبل بوصفه امتداد لصورة الأنثى السلبية المهترئة للأم التي ترسخت في اعماقهم…
هل استوعبنا الدرس.
مجردخاطره
ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس
جامعة عين شمس
