تقاريرمجتمع

هو الشباب غلط… ولا احنا اللي غلطنا؟

أ.د أسماء عرام

بصراحة… قرأت مقال أخي د. رامي عطا بقلب مجهد ومتعب وجعلني أفكر: طب ليه بنضع الشباب دايما في قفص الاتهام ؟

ليه كل ما حد من الشباب ما يعرفش نجيب محفوظ ولا يسمع عن نجيب الريحاني، نقول “جيل فاسد… جيل ضايع… جيل بيكتب بالفرانكو!”

طب يا جماعة… هو إحنا سايبين لهم إيه يعرفوه أصلًا؟

يعني إنت عايز شاب يعرف «الأهرام» وهو عمره ما شاف ورقة جورنال غير لما يشتري سندوتش الطعمية؟
عايزه يعرف أم كلثوم… وهو اتربى على “محمد رمضان وعصام صاصا وحمو بيكا ”؟
عايزه يتابع القوة الناعمة… وهو مش لاقي حتى شبكة Wi-Fi ناعمة؟!
أنا هنا مش بدافع عشان أجامِل… لأ، والله
أنا بدافع عشان بصيت للموضوع من مكانهم… ووضعت نفسي مكانهم من جوة دماغهم…
لقيت الدنيا عندهم مش سهلة …
مفيش وقت لا يقروا جرايد ولا يسمعوا أم كلثوم…
ده هما لسه بيحاولوا يفهموا سعر البيضة وصل كام… ؟
الموضوع مش إنهم مش مهتمين…
الموضوع إن الدنيا حواليهم بتجري بسرعة…

وإحنا بنلومهم ليه؟
مين اللي خلّى المدارس تحول الحصة من مساحة فهم… لسباق تقيمات ودرجات؟
مين اللي حوّل الإعلام من منبر وعي… لـ”ماذا قال فلان في عيد ميلاد علان شاشات لا تقدم إلا التافه والمبتذل ؟”
المشكلة أعمق من مجرد جهل بعض الشباب بالأسماء والأحداث

وبدل ما نحاكمهم… طب ما نسأل نفسنا:
• إحنا عملنا إيه علشان يعرفوا؟
• قدمنالهم إيه عشان يحبوا الثقافة؟
• مين فينا قالهم تعالى المسرح… مش تعالى الكافيه؟
•مين فهمهم يعني إيه وطن… من غير ما يحوّلها خطبة مملة؟
الشباب دول مش فاضيين… لأنهم بيحاولوا يعيشوا.
ولو لقوا اللي يفهمهم… هيفهموا.
ولو لقوا اللي يسمعهم… هيتكلموا.
ولو لقوا مين يديهم فرصة… هيفاجئونا.
فبدل ما نقول:

“يا خسارة عالزمن”
تعالوا نقول:
“يا خسارة إحنا سبناهم لوحدهم”
أنا شايفه إن جيلهم جواه بركان…
لو لقينا المفتاح… هينفجر إبداع.

أ.د أسماء عرام
أستاذ الصحافه إعلام جنوب الوادي …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى