تقاريرمجتمع

د.فتحي الشرقاوي يكتب .. عندما يكون الإعلامي مزدوج الاتجاه

بقلم اد فتحي الشرقاوي

كالعادة يطالعنا احد المذيعين ذائع الصيت في الإعلام المصري بموضوع مثير للجدل وغايه في الغرابه سواء من حيث مضمونه او اسلوب التعبير عنه ولا أعرف حتى الآن ماهو الهدف من إثارة هذا الموضوع في أكثر البرامج الجماهيرية مشاهدة، الأمر الذي يثير بدورة العديد من علامات الاستفهام أمام العليا للإعلام حول اختيار الموضوعات، المثارة جماهيريا ، فجأة نجده الإعلامي الشهير يطرح قضية الأطباء الذين تخرجوا من كليات الطب المصريه ،وتلقوا تعليمهم على حد قوله (بالمجان) ،ثم يهاجرون للعمل بالخارج، مطالبا اياهم برد الجميل ( الدفع) ويبدو الموضوع من خلال اسلوب ولغة الطرح التي لا تخفى على مبتدأ في تحليل لغة الخطاب وكأنه نوع من المَنْ لما تقدمه الدولة المصرية لابنائها من خريجي كلية الطب ( التعليم المجاني في الجامعات الحكومية) ناهيكم عن نص الدساتير المصرية المتعاقبه التي تؤكد على الحق الاصيل للأفراد في تلقي العلم على يد دولتهم

فلن اتطرق للموضوع من هذه الزاويه،مع أن مجرد الإكتفاء بها،سيدحض جمله وتفصيلا كافة ادعائاته التي ساقها، ولكني بوصفى مواطن مصري يمنحني دستوري الحق في التعبير عن فكره ورأيه اقول له بملء الفيه دون ادنى مواربه أن الطبيب الذي تَعَلَمْ بالمجان على حد قولك، لم يتوانى اطلاقا عن الوفاء بواجباته المفروضة عليه تجاه مجتمعه الذي قدم له هذا التعليم ومن ثم لا مجال للمَنْ عليه بما تلقاه من تعليم مجاني، فهذا الطبيب الذي تتحدث عنه بهذه الصيغة خدم في قواته المسلحة ولم يتوانى عن أداء واجبه الوطني، هذا الطبيب خدم لسنوات في الأرياف ووحداتها الصحيه وما ادراك ما طبيعة العمل في تلك المناطق مع قلة الامكانات التي يعلمها القاصي والداني،هذا الطبيب عمل مساعد اخصائي براتب اقل مما يحصله ميكانيكي في ورشه من عمل يوم او أسبوع، هذا الطبيب يدفع جراء سفره وعمله في الخارج كل الضرائب والتأمينات المقررة عليه (بالعملة الصعبة) دون إبطاء،هذا الطبيب يدفع قيمه سفره وترحاله على خطوط بلاده للطيران،هذا الطبيب يقوم بتحويل مدخراته للبنوك المصرية بالعملة الصعبه مما يسهم بضخ السيوله النقدية الاجنبيه اللازمه للتقدم الصناعي والتكنولوجي

( عائدات العاملين بالخارج) ،هذا الطبيب يُعَد بمثابة سفير صادق لمصر لكفائته العلمية والتزامه الأخلاقي في أدائه لمهنته في جميع أنحاء العالم، مما يجعله احد أهم اذرع القوى الناعمه لتمثيل بلده مصر علميا ومهنيا خارج حدود القطر، هذا بعض من كل

ياسيدي..لماذا تصر على جعله يشعر بالدونية،هل كل ماطرحته من مهام يقوم بها الطبيب لا يشير الى ذلك
يكفيه فخرا أنه لم يذهب إلى دوله اخرى لكي يتجنس بجنسيتها للحصول على مزاياها والحديث بأسمها والدفاع عنها ، يكفيه فخرا أنه قانع بما رزقه الله نتيجه جهده وعمله بعيدا عن النهم المالي على حساب قيم كثيرة

أخيرا وليس بأخر رساله للعليا للإعلام أين دوركم إزاء مايتم تناوله في مثل تلك البرامج الجماهيريةذائعة الصيت،هل تعلمون أن ال١٠ دقائق التي طُرح فيها هذا الموضوع كانت كفيله باثارة حنق واستياء الآلاف من اطبائنا العاملين في الوقت الذي نسعى فيه جاهدين لمخاطبه عقولهم وقلوبهم بوصفهم القوة الناعمة لنا في الخارج..
حفظ الله مصر والمصريين🇪🇬♥️
مجردخاطره
ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس السياسي
جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى