يبدو أن الحكومة الإيرانية ترحب ببعض القرارات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة رغم أنها جاءت من رجل يقول أن عملاء إيرانيين كانوا يخططون لاغتياله.
وأشادت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية بتحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتجميد الإنفاق على المساعدات الخارجية وإصلاح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وربما حتى اغلاقها
ووفقا لشبكة ان بي سي، تقول التقارير الإيرانية، إن القرارات ستوقف التمويل لمعارضي الحكم الشيعي في البلاد ولناشطين مناهضين لطهران وغيرهم الذين تدعمهم برامج المساعدات الأمريكية كجزء من جهود الحكومة الأمريكية لمساعدة الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن المسؤولين الإيرانيين يشيرون إلى أنهم ينتظرون رسالة من ترامب حول ما إذا كان يريد التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يتقدم بسرعة وحتى عندما وقع ترامب على أمر تنفيذي لإعادة فرض “أقصى الضغوط على إيران” يوم الثلاثاء، أشار إلى أنه يريد التعامل مع طهران.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تديرها الدولة، إن خفض ميزانية المعارضة الأجنبية من شأنه أن يؤثر على مجال العلاقات بين طهران وواشنطن.
ووصفت الصحف، مثل صحيفة همشري المحافظة، المعارضة الإيرانية بأنها “مناهضة للثورة” كانت تحتفل بانتخاب ترامب باعتباره يبشر بـ “الأيام الأخيرة من حياة الجمهورية الإسلامية” ثم “واجهوا فجأة مفاجأة قطع التمويل من صاحب عملهم”، كما قالت الصحيفة.
وقارنت صحيفة هاميهان الإصلاحية الأمر بـ “دش بارد” لمعارضي الحكم الديني الإيراني في الخارج، وهي الفكرة التي عبرت عنها وزارة الخارجية أيضًا.
ولا يزال من غير الواضح كيف سيتأثر تمويل النشطاء والمعارضين الإيرانيين بقرار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كما لاحظت إيران أن الولايات المتحدة تجنبت الانتقاد المباشر لها خلال مراجعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الماضي، وبالنسبة للحكومة الإيرانية، هناك توقعات بأن هذا قد يعني أن ترامب على استعداد للتفاوض، وهو الأمر الذي طرحه مرارا وتكرارا في حملته الانتخابية كاحتمال.
وفى سبتمبر الماضي، فتح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في خطاب ألقاه ملف المحادثات مع الولايات المتحدة، قائلا إنه “لا ضرر” في التعامل مع “العدو”، ومؤخرا، خفف من حدة ذلك، محذرا من أن المؤامرات الشريرة لا تزال “تختبئ وراء الابتسامات الدبلوماسية”.
وبينما وقع على الأمر التنفيذي بشأن إيران يوم الثلاثاء، حذر ترامب من أن البلاد سوف “تباد” إذا اغتيل على يد طهران لكنه ترك الباب مفتوحا للمحادثات وقال: “سأوقع عليه، لكن نأمل ألا نضطر إلى استخدامه كثيرًا. سنرى ما إذا كان بإمكاننا ترتيب أو التوصل إلى اتفاق مع إيران أم لا.