تحقيقات وحوارات

الكاتب الأسلامي رمضان البيه يكتب .. عقيدة أهل السنة

بقلم الكاتب الأسلامي رمضان البيه

الله جل في علاه موجود بذاته سبحانه.. لا ند له ولا ضد له ولا شبيه له ولا شريك معه، سبحانه.. لا إله غيره ولا رب سواه.. واحد أحد فرد صمد أوجد الوجود من العدم بقدرته وبسط الأرض على ماء جمد بقدرته.. قدر الأقدار بعلمه وإحاطته.

يقلب الليل والنهار وكل شيء عنده بقدر ومقدار، سبحانه وتعالى.. ليس للأين منه أين فهو الذي لا يشار إليه بأين فالأين يشير إلى مكان والمكان خلق. وهو عين كل أين.. وليس للكيف فيه كيف.. لا يشار إليه بأين ولا كيف.. قديم قبل القدم حيث لا قدم.. لا يشار إليه بقدم معلوم فمهايا القدم المعلومة للخلق متعلقها زمن والزمن له خلق.. أسماؤه قدسية بذاته..

وصفاته تنزهت عن النعوت والوصف.. أشارت أسماؤه وصفاته إليه وقربت الخلق إليه ولا معرفة له إلا به سبحانه.. ذاته تعالت عن الإدراك والكيف والمعرفة والإحاطة إذ إنه لا يعرف الله إلا الله.. {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}. هو القريب من حيث لا مسافة فهو أقرب من حبل الوريد ومن الروح إلى الجسد ومن نور البصر لأدواتها ..

وهو البعيد من حيث لا بعد وهو عين القرب والبعد، وهو حيث لا قرب ولا بعد.. أعجز الخلائق بوصفه وقدرته سبحانه.. أحاط بخلقه من قبل ظهورهم وعلمه فيهم سابق وجودهم يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون من قبل خلقه للخلق.. أحاط بكل شيء علما.

لا يغيب عن علمه كائن ما كان في كونه ولا يتيه صوت عن سمعه من بين أصوات جميع خلقه سبحانه.. يحيط ولا يحاط ويدرك ولا يدرك.. لا تحيط به العقول ولا تدركه الأبصار.. ليس له عوز ولا احتياج ولا علة لا فيما خلق ولا فيما أوجد ولا فيما قضى وقدر سبحانه.. قائم بذاته وكل الخلائق قائمة بإمدادات قيموميته.

غني بذاته مستغنٍ بذاته عن جميع خلقه وليس له عوز في غناه سبحانه.. كان ولم يكن شيء معه فهو أول بلا ابتداء ولا بداية أولوياته سبحانه غير مسبوقة كان ولا شيء معه سبحانه.. لم يسبقه شيء وهو آخر بلا انتهاء.. ديوم جمع ما بين الديمومية والأزل..

الكل يفنى ولا يبقى إلا هو والكل يهلك ولا دائم إلا هو.. موجود بذاته.. حي قيوم وبه ومنه كان الوجود وكانت الحياة.. السموات والأرض والكون والخلائق كلها في قبضته وتحت لواء مشيئته.. فعال لما يريد ولا يسأل عما يفعل.. وليس له علة في إرادته ومشيئته وإنما له حكمة تعالت عن العقول المعقولة والقلوب الغلف.

كل المخلوقات تشير إليه وتنطق بلسان القدرة والعظمة والإبداع والقيمومية.. إنه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الخالق الواجد البديع المبدع الذي ليس كمثله شيء.. سبحانه وتعالى.. جل جلاله.. تبارك في علاه.. جل ثناؤه.. عز أن يعرف وجل على أن يدرك.. اسمه شفاء وذكره دواء وطاعته عز وقربه أنس وفي محبته تعالى تكمن السعادة.

سئل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: هل رأيت ربك.. فقال كيف أعبد من لا أرى.. فقيل له صفه.. فقال: رأيت ربي بعين قلبي فقلت لا شك أنت أنت.. أنت الذي حزت كل أين بحيث لا أين ثمى أنت.. وليس للوهم فيك وهم فيعلم الوهم كيف أنت.. أحطت علما بكل شيء وكل شيء أراه أنت.. وفي فنائي فنى فنائي وفي فنائي وجدت أنت.. أذكروه تطمئن قلوبكم وتسعدوا.. لا إله إلا الله.. الله.. الله.. الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى