لم تكن الفترة الزمنية ما بين السابع من أكتوبر والذكرى الأول له فى قطاع غزة أمرًا هينًا، إنما كل ثانية مرت كأنها دهر على الغزيين، موت ودمار وخراب وأهوال لا يتصورها عقل، ولا يتحملها قلب، آلاف الشهداء ومئات الآلاف من المصابين، قصص حزينة لم تروى، وربما لن يعرفها أحد على الأرجح.. جرائم ومجازر إسرائيلية لا يُمكن وصفها من فرط بشاعتها.. ومجتمع دولى ميزانه أعرج ينصر الظالم ويحاكم المظلوم!
فى قطاع غزة عداد الموت لا يتوقف.. كل ثانية تحمل جريمة إسرائيلية جديدة، إحصاء الدمار مهمة شبه مستحيلة، والأرقام الواردة من القطاع لا تعبر عن حجم ما يجرى من مأساة إنسانية متكاملة يدفع ثمنها أبرياء كل جريمتهم تماسكهم بأرضهم أمام محتل غاشم.
وبعد مرور عام على العدوان على غزة تقول الأرقام إن هناك أكثر من 42 ألف شهيد و10 آلاف شخص مفقود وأكثر من 97 ألف مصاب، وهناك 17 ألف طفل شهيد و11500 شهيدة من النساء.. وغيرها من الأرقام المحزنة والمفجعة.. وما أصعب لغة الأرقام عند الحديث عن معاناة بشر، وإن كانت فى المجمل توضح حجم المأساة فإنها فى الوقت نفسها تنتهك آدمية هؤلاء الضحايا.
المعلوم أن غزة مساحتها 360 كيلو مترا، والمؤكد حاليًا أن كل شبر لديه حكاية حزينة للغاية، ولم لا فقد استخدم الاحتلال 85 ألف طن من المتفجرات فوق رؤوس أبرياء أغلبهم من النساء والأطفال، لتتحول تلك الرقعة إلى أكبر مقبرة يسكنها أحياء.