ضربة قاصمة للحزب اللبناني المدعوم من إيران.. من يخلف حسن نصر الله؟
في تطور دراماتيكي قد يغير من ميزان القوى في المنطقة، جاء مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، ليشكّل ضربة قوية لهذا الحزب المدعوم من إيران، وقُتل نصر الله في غارة جوية شنّها الجيش الإسرائيلي على العاصمة اللبنانية بيروت، مما أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل الجماعة ومن سيخلف نصر الله في قيادة الحزب.
ومع الإعلان عن مقتله، تصدّرت ثلاثة أسماء بقوة المشهد كمرشحين لخلافته، وهم هاشم صفي الدين، نعيم قاسم، ومحمد يزبك.
من سيخلف نصر الله؟
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت 28 سبتمبر 2024، عن مقتل حسن نصر الله في غارة جوية استهدفت مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة 27 سبتمبر. وأكد حزب الله في بيان مقتضب مقتل نصر الله دون تقديم تفاصيل إضافية حول الحادثة.
ومع رحيل نصر الله، بدأت التساؤلات تثار حول خليفته المحتمل. بحسب فيليب سميث، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة الشيعية، فإن الزعيم الجديد لحزب الله يجب أن يكون مقبولاً لدى الجماعة في لبنان وأيضاً لدى الداعمين الإيرانيين. وقد أشار سميث إلى أن نصر الله بدأ منذ فترة في توزيع المناصب القيادية داخل الحزب، ما يُظهر تحضيره لخليفته. وأبرز المرشحين هم:
1. هاشم صفي الدين
هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وصهر القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، يُعتبر أبرز المرشحين لخلافة نصر الله. يبلغ من العمر 60 عامًا، وهو رجل دين يرتدي العمامة السوداء، مما يشير إلى نسبه إلى النبي محمد. يشرف على الشؤون السياسية لحزب الله، ويُعد عضواً بارزاً في “مجلس الجهاد”. صفي الدين مصنّف على لائحة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2017، وهو معروف بانتقاداته العلنية للسياسة الأمريكية. في يونيو 2024، توعّد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد مقتل قائد آخر في حزب الله، قائلاً: “فليُعِدّ (العدو) نفسه للبكاء والعويل”.
. نعيم قاسم
نعيم قاسم، البالغ من العمر 71 عامًا، هو نائب أمين عام حزب الله منذ عام 1992، وأحد أبرز منظّري الحزب. يتولى قاسم مسؤولية متابعة العمل النيابي والحكومي للحزب، وله دور بارز في خطاب الحزب العام. بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت قوات النخبة التابعة لحزب الله، أعلن قاسم أن الحزب دخل “مرحلة جديدة” من المواجهة مع إسرائيل، متوعداً بأن “التهديدات الإسرائيلية لن توقفنا”. قاسم حذّر أيضاً من أن حرباً شاملة مع إسرائيل ستؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من الإسرائيليين، مؤكداً استعداد الحزبل مواجهة كل الاحتمالات العسكرية.
3. محمد يزبك
محمد يزبك، البالغ من العمر 74 عامًا، هو رئيس الهيئة الشرعية وعضو مجلس الشورى في حزب الله، وأحد مؤسسي الجماعة. يُعتبر ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في لبنان، وله دور بارز في إدارة المنح المالية المخصصة من إيران لحزب الله. يُعرف بتوجيهاته الدينية والسياسية لمقاتلي الحزب، وسبق له أن دعا إلى مواجهة “الجهاديين” في سوريا دفاعاً عن نظام بشار الأسد. يُذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عليه عقوبات في 2021، متهمة إياه بالتورط في تهريب الأموال لدعم مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله.
وفي ظل غياب حسن نصر الله عن المشهد، يبقى السؤال الأهم: من سيحمل راية حزب الله في المرحلة المقبلة؟ مع طرح أسماء هاشم صفي الدين، نعيم قاسم، ومحمد يزبك كأبرز المرشحين، يبقى القرار بيد قيادة الحزب والداعمين الإيرانيين، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.