مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … مرة أخرى .. قضية المدارس الدولية

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

حزنت كثيرا بعدما علمت أن بعضًا من المدارس الدولية وكذلك أولياء الأمور قد قاموا برفع دعوى قضائية على وزير التربية والتعليم لأنه قرر دمج درجات مادة اللغة العربية والتاريخ هذا العام ضمن المجموع الأساسى لطلاب هذه المدارس وتدريس العربى والدين لتلاميذ هذه المدارس بدءا من كى جى وان وحتى الصف الثالث الابتدائى وتدريس العربى والدراسات الاجتماعية والدين بدءا من الصف الرابع الابتدائى وحتى الصف الثالث الإعدادى.

لكن دمج درجات العربى والتاريخ ضمن مجموع الشهادة الدراسية لطلاب المرحلة الثانوية بهذه المدارس على مدى السنوات الثلاث بدءا من العام القادم ـ ولا أعرف مبررات رفض السادة أولياء الأمور وخاصة السيدات منهن اللاتى يقدن أى حملة ضد الدولة وضد الوزارة بشأن أى شىء خاص بأبنائهن فى هذه المدارس بدءا من الاعتراض على النسبة المخصصة لطلاب هذه المدارس الدولية بالجامعات أو أى تغيير خاص بالعملية التعليمية لا يرضين هن عليه وكأنهن صناع القرار وملمات أكثر من وزارة التربية والتعليم وخبرائها بالذى يجب أن يقرر والذى يجب ألا يقرر فى مدارس أولادهن .

ولم أفهم حتى الآن مبررات أى ولية أمر من هؤلاء فى اعتراضها على أن يدرس ولدها أو إبنتها لغة بلدها وتاريخ بلدها ، ولايدركوا أن عدم تدريس هذه المواد بشكل جيد خطر شديد على أبنائهم وعلى هويتهم الثقافية والدينية ، لأنهم لم يحصنوا جيدا بثقافة وتاريخ بلدهم بسبب ضعف إنتمائهم لهذا البلد الذى يقيمون فيه.

وأقول للمعترضين على قرارات وزير التربية والتعليم الأخيرة انظروا إلى تجارب بقية دول العالم فى ذلك فقد سمحت كل من فرنسا وتايلاند على سبيل المثال بإنشاء المدارس الدولية ، على عكس فنلندا التى قيدت إنشاء تلك المدارس- إلا أنهما وضعا قيودًا صارمة على عمل تلك المدارس بما يكفل الحفاظ على الهوية الوطنية، ففى فرنسا تخضع المدارس الدولية لإشراف ورقابة صارمة من وزارة التربية القومية الفرنسية، ويتم وضع معايير محددة لمنح التراخيص لتلك المدارس للعمل. وفى تايلاند تقوم وزارة التعليم القومى بدور بارز فى منح ترخيص المدارس الدولية، والإشراف عليها بما يحفظ هويتها الثقافية.

كذلك عملت اليابان على تطوير المواد الدراسية فى المدارس الدولية المقامة على أراضيها، فجعلت اللغة اليابانية مادة أساسية لجميع الطلاب، سواء اليابانيون أو من الجنسيات الأخرى، كما عملت على أن تكون مادة التاريخ ذات صلة بتاريخ بلدها، وطورت مادة الجغرافيا لتكون ذات صلة بالجغرافيا اليابانية، وبذلك حافظت على الهوية والثقافة الخاصة بها.

أرجوكم فكروا جيدا بشكل سليم فى مصلحة أبنائكم ومصلحة بلدكم أيضا.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى