مفتي الجمهورية يجيب .. هل التخدير لإجراء العمليات في نهار رمضان يبطل الصيام؟
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال نصة “هل التخدير الطبي لإجراء العمليات في نهار رمضان يبطل الصيام؟”.
قال د. شوقى علام مفتى الجمهورية “حثَّ الشرع الشريف على التداوي من الأمراض، وأمر باتِّخاذ كافة السبل والإجراءات المؤدية إلى مداواتها والعلاج منها؛ أخذًا بالأسباب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» رواه البخاري في “الصحيح”، وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنزِلْ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً» أخرجه البخاري في “الأدب المفرد”، والإمام أحمد في “المسند”.
أضاف “إجراء العمليات الجراحية من جملة الوسائل المشروعة في التداوي؛ إذ الوسائل لها حكم المقاصد، وقد يحتاج بعض المرضى إلى التدخل الجراحي، ويحتاج إلى التخدير لإجراء هذه العملية، والتخدير في اللغة مأخوذ من “خَدِرَ” وأصله يدور حول معنيين: الأول: الستر والظلمة، والثاني: الإقامة والبطء؛ كما في “مقاييس اللغة” لابن فارس (2/ 159، ط. دار الفكر)، و”الخدر: الكسل والفتور، وخدرت عظامه: فترت، وهو مَجَازٌ” كما قال العلامة المرتضى الزبيدي في “تاج العروس” (11/ 141، ط. دار الهداية)، قال العلامة التهانوي في “كشاف اصطلاحات الفنون” (1/ 394، ط. مكتبة لبنان ناشرون) في تعريف التخدير: [هو مقابل اللَّذْع، وهو تبريد للعضو بحيث يصير جوهر الروح الحامل لقوة الحسِّ والحركة باردًا في مزاجه، غليظًا في جوهره، فلا تستعملها القوى النفسانية] اهـ، وجاء في “المعجم الوسيط” (1/ 220، ط. دار الدعوة): [(المخدر) مادة تسبب في الإنسان والحيوان فقدان الوعي بدرجات متفاوتة] اهـ.
تابع “بناء على ذلك: فلا يفسد الصوم بالتخدير الجزئي، ولا بالتخدير الكلي إن أفاق جزءًا من النهار وكان قد بيَّتَ نية الصوم من الليل باتفاق، وإن لم يفق أثناء النهار صح صومه عند الحنفية، وذلك ما لم يوجد منه ما ينافي الإمساك، وفي واقعة السؤال: لا يؤثر غيابُ وعيكَ نتيجة التخدير الكلي المتطلب لإجراء العملية الجراحية على الصوم، خاصة وأنك قد نويتَ الصيام من الليل وأفقتَ قبل وقت المغرب، ولم تتناول أيَّ مفطرٍ طوال اليوم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.