لا تعود لشمال غزة.. صحفى فلسطينى يتلقى رسائل ومكالمات تهديد
يعيش أهل قطاع غزة وسط تهديد دائم بفقدان الأهل والأحباب والممتلكات تحت القصف الإسرائيلى الوحشى الذى لم يتوقف سوى منذ يومين بفعل الهدنة التى ترعاها مصر وقطر وأمريكا، وبين مخاوف استشهاد المقربين بنيران الحرب المستعرة والترحيل، يواجه الفلسطينيون حربًا أخرى هى الحرب النفسية التى تمارسها إسرائيل تجاههم بتوزيع المنشورات وبعث رسائل ومكالمات التهديد عبر الهواتف الجوالة، لإجبار أهل القطاع على النزوج جنوبًا وترك منازلهم وأرضهم وأرض أبائهم وأجدادهم.
وبينما تلقى قوات الاحتلال المنشورات على سكان قطاع غزة لإجبارهم على النزوح وترك منازلهم وعدم العودة لشمال القطاع، فإنها تلاحق أيضًا الصحفيين والمصورين بنوع آخر من الترهيب، ومن بين هؤلاء الذين وقعوا تحت محاولات الكيان الصهيونى البائسة، الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، الذى كثيرًا ما يتلقى رسائل التهديد بسبب نجاحه فى نقل كل ما يحدث في قطاع غزة من جرائم حرب بدقة ومهنية ويوثقه وينشره للعالم أجمع عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى.
المصور معتز عزايزة، رغم استشهاد 25 شخصًا من عائلته في الحرب الدائرة الآن بقطاع غزة، إلا أنه ظل صامدًا متمسكًا بسلاحه المتمثل في كاميرا وسترة وقائية من الرصاص وخوذة، ولم يتخل عن دوره المهنى فى توثيق جرائم الحرب المرتكبة ضد أهل القطاع بالآليات الإسرائيلية التى لا ترحم متجاوزه كل القوانين والأعراف الدولية التى تحمى المدنيين والعزل.
قوة تأثير صور وفيديوهات معتز عزايزة التى وثق بها جرائم الاحتلال الإسرائيلى ضد أهل قطاع غزة، جعلته هدفًا دائمًا للكيان الصهيونى، حيث وصل الأمر إلى حد التهديد، حيث كشف معتز عبر خاصية ستوري “إنستجرام”، عن مكالمة هاتفية تلقي خلالها التهديد ومطالبته بعدم العودة إلى الشمال، بعدما نزح مع الأهالي إلي جنوب قطاع غزة، ونشر مقطع فيديو يوثق مكالمة التهديد عبر حسابه على إنستجرام.
ورغم التهديدات، لكن معتز عزايزة، قرر العودة مرة أخرى إلى شمال القطاع متسلحًا بأدواته الإعلامية بعد إعلان الهدنة ليباشر تصوير الاحداث وتوثيقها بعدسة الحقيقة التى لا تخشى التهديد والترهيب، وفي المكالمة يظهر صوت شخص على الجانب الآخر، يقول: “منطقة شمال غزة هى منطقة حرب وممنوع التواجد بها، تواجدوا في المنطقة الإنسانية يمكنكم فقط التوجه من الشمال إلى الجنوب”.
وكشف معتز عزايزة أيضًا عن رسائل تهديد مكتوبة باللغة العبرية والإنجليزية، تطعن فى مصداقيته، وكتب في الرسالة: “أنت صحفي؟.. أنت كاذب”.
معتز عزايزة يتصدر غلاف مجلة GQ Middle East
يأتى هذا فيما، تصدر الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، غلاف مجلة GQ Middle East، بعد حصوله على لقب “رجل عام 2023″، وكان معيار الاختيار للشخصيات التى صنعت تغييرًا حقيقيًا وهادفًا في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
وقالت مجلة “GQ”، عن معتز عزايزة عبر حسابها على موقع إنستجرام: “يجسد عمل عزايزة قوة النشاط الرقمي، إلى جانب إنسانيته، في التذكير بأن الشجاعة تظهر في أشكال عديدة.. أحيانًا نختاره، وأحيانًا أخرى يختارنا، وفي حالة عزايزة، لم يكن الاختيار حتى خيارًا.”
ودخل أيضا في قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا كلًا من:”بلستيا العقاد، هند الخضري، وائل الدحدوح، عصام عبد الله، شيرين أبو عاقلة، والأسماء التي لا تعد ولا تحصى التي نعرفها وتلك التي لا نعرفها، وتساند القضية بكل ما أوتيت من قوة”.
من هو المصور الصحفي معتز العزايزة؟
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، برز اسم عزايزة، الملقب بـ”هيرو غـزة”، إلى الواجهة بعدما كرس جل اهتمامه في إيصال ما يعانيه أهالي قطاع غزة، وللتعريف به، تلخص السطور التالية بعض المعلومات الهامة عنه:
– وُلد المصور الصحفي معتز عزايزة في مدينة غزة وهو من مواليد التسعينيات، من عائلة فلسطينية، ودرس الصحافة، ويعمل على تغطية الأخبار بقطاع غزة.
– معتزعزايزة مصور صحفي فلسطيني، يتقن اللغة الإنجليزية والتى يستخدمها فى شرحه للأحداث بالصوت والصورة لكي يوصل صوته للعالم أجمع، واستشهد 25 شخصًا من عائلته خلال تغطيته للأحداث.
– أصبح معتزعزايزة من المشاهير حول العالم، فهناك أكثر من 12 مليون متابع له على صفحته الخاصة بموقع “انستجرام”، ليعرفوا منه تطورات الأحداث فى غزة من خلال تغطيته لجرائم الإحتلال ضد أطفال ونساء وشيوخ غزة.
– “سوبر هيرو”، هو لقب أطلقه عليه رواد السوشيال ميديا، لشجاعته بالرغم من بساطة أدواته التي تتكون من “الفيست “والخوذة الخاصة بالمراسلين الصحفيين، والتى دائماً ما يتجول بهم خلال تغطيته لأحداث الحرب فى غزة لينقل للعالم المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين وينشرها عبر حسابه على إنستجرام.