سطور جريئة … نعم هى حرب إبادة
بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم
لم أتخيل أننى سأعيش يوما فى القرن الواحد والعشرين والغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية الذى يدعى التحضر والتمدن يعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بإبادة الشعب الفلسطينى والتى تتجلى مظاهرها فى المجزرة التى تقوم بها إسرائيل صنيعة هذا الغرب ضد المدنيين العزل وتقتل الأطفال والنساء وتهدم المستشفيات ودور العبادة وتزيل من على وجه الأرض بأسلحة أمريكية محرمة دوليا أحياء بأكملها دون أن ينتفض هذا الغرب المتحضر ويطلب وقف هذه المجزرة، بل ويتسابق معظم زعمائه للحضور إلى إسرائيل دولة الاحتلال الوحيدة فى العالم الآن ليعلنوا مساندتهم لها والوقوف إلى جانبها ضد هذا الشعب الأعزل المسجون فى قطاع غزة من جانب إسرائيل بعد أن حولته إلى سجن كبير وحرمته من كل مظاهر الحياة ونسوا أن هذه الدولة هى التى تحتل أرض هذا الشعب.
ولأول مرة فى تاريخ إسرائيل منذ إنشائها يهرع فى الوصول إليها فى وقت واحد كلُ من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ووزير دفاعها ورئيس هيئة الأركان ووزير الخارجية بعد أن سبقتهم حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية والبوارج الحربية وطائرات أمريكية محملة بالعتاد العسكرى لإسرائيل وكأنهم فى حرب عالمية، ولم تهتز شعرة واحدة لدى الرئيس الأمريكى بعدما تم قصف مستشفى المعمدان بقطاع غزة وقتل كل من فيه من المرضى والمصابين والأطفال قبل أن يصل إلى المنطقة بساعات ـ المهم لديه هو التأكيد لإسرائيل على حقها فى الدفاع عن نفسها بأن تقتل كل المدنيين الفلسطينيين لأنهم ليسوا فى حسابات الغرب مع أنهم يدركون أن الضغط يولد بشكل طبيعى الانفجار وهو ماتمارسه إسرائيل مع الشعب الفلسطينى الذى تحتل أرضه وتذيق كل فرد فيه شتى أنواع العذاب- وإذا إنتفض وقتل بعض المدنيين عندهم ردا على مايحدث لهم من العدو المحتل ـ يهرع الغرب ويتهم من قام من الفلسطينيين بذلك بأنهم إرهابيون، ونسوا جميعا عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين طوال السنوات الماضية، وتستبيح إسرائيل ويؤيدها الغرب بعدها فى قتل أكثر من 7 آلاف مدنى فلسطينى فى غزة وحدها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط نصفهم من الأطفال ومعهم مايقرب من 20 ألف جريح حتى الآن.
وكأن هؤلاء المدنيين الفلسطينيين لاقيمة لهم مقابل مدنيى إسرائيل، ويزيد الرئيس الأمريكى زعيم الدولة التى تؤمن بالحرية والتقدم وحقوق الإنسان من قوة مساندته لإسرائيل لتفعل فى المنطقة ماتشاء ومع العرب ماتشاء وتقتل من الفلسطينيين ماتشاء وتسلب أرضهم وعرضهم كما شاءوا ليقول إن «إسرائيل لو لم تكن موجودة فى هذه المنطقة لاخترعنا فيها إسرائيل ووقفنا بجانبها».
ولننتظر ماستأتى به الأيام القادمة والذى قد يكون الأسوأ وبعد تجاوزه لابد أن نفيق جميعا كعرب مما نحن فيه وأن نعيد حساباتنا فى كل شيئ وفى مستقبلنا فى هذه المنطقة وإلا سنكون إلى زوال.
[email protected]