مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … مشروعات التخرج والتميز الطلابى

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

لاشك أن مشروعات التخرج بالجامعات والمـعـاهـد بـكـل أنـواعـهـا هـدفـهـا هـو تـدريـب الـطـلاب على تطبيق مـادرسـوه نظريا فى شكل مشروع عملى يكون بوابة العبور لهم فى دخول سوق العمل وهم مدربون على تطبيق مادرسوه طوال سنوات الدراسة بشكل عملى وتـعـتـبـر هـذه المـشـروعـات مـن متطلبات الـتـخـرج فـى كليات عـديـدة وفـى مقدمتها كليات الهندسة وكليات ومعاهد الإعلام على سبيل المثال وقد شاركت على مدى سنوات طويلة فى تقييم مثل هـذه المشروعات فى الـعـديـد مـن كـلـيـات الإعـلام الحـكـومـيـة والخاصة وكذلك معاهد الإعلام المتعددة . لكن ماسعدت بـه هـذا الـعـام هـو ماحدث فـى كـلـيـة الإعـلام بـجـامـعـة مـصـر لـلـعـلـوم والتكنولوجيا، وكذا كلية الإعلام بالجامعة الحديثة حيث فوجئت لأول مرة فى حياتى عند تقييم مشروعات التخرج بكلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بفيلم قصير تم إعـداده مـن جـانـب قسم الإذاعـة والتلفزيون عـن أحـد شـهـداء مصر الأبـرار مـن الجـنـود الـبـواسـل الـذيـن رووا بدمائهم رمال سيناء الحبيبة دفاعا عن بلدهم وعن كل فرد فيها، وهـذا الجندى يسمى «على ،»وكان هذا الفليم على أعلى مستوى فى كتابة السيناريو، والإخراج، وأيضا قمة فى الأداء التمثيلى للمشاركين فيه لكن مالفت نظرى هو دور أم الجندى الشهيد «على» فى الفيلم والتى أبكت كل الحضور من الكلمات التى قالتها سواء فى الفيلم، وأمام الحضور وكان فى مقدمتهم د. هشام عطية عميد الكلية والذى اكتشفت أنا بعدها أنها الأم الحقيقية للجندى «على» ولم تكن تقوم بدور تمثيلى فى الفيلم مثل باقى الممثلين، وكانت كلماتها معبرة عن شعورها الحقيقى عن حب مصر وخارجة من قلبها واستعدادها لأن تقدم أيًا من بقية أبنائها بعد الجندى على فداء لمصر ولترابها .

كما سعدت أيضا بوجود الشاب «تايسون »الذى كان صديقا وزميلا للجندى الشهيد «عـلـى» وال ـذى حـمـل جـثـمـان صـديـقـه بعد استشهاده على يديه واكتشفت أن «تايسون »هذا لم يكن ممثلا هو الآخر بل هو الجندى الحقيقى «اسما وفعلا» الذى شارك معركة اسـتـشـهـاد زمـيـلـه الجـنـدى عـلـى، وقـد أدى الجـنـدى «تـايـسـون» دوره فـى الفيلم بشكل تلقائى وكـان قمة فى التعبير، وهـذا يؤكد أن طـلاب هـذه الكلية أرادوا من مشروعات التخرج أن تكون قوية ومعبرة بشكل جيد عما درسـوه، وعـبـروا بالفعل بما فعلوه عن حبهم للتخصص، وقد كان هذا نتيجة لمتابعة جيدة ودعـم ضخم من عميد الكلية ذاتها لهؤلاء الطلاب لأن يقدموا أفضل مالديهم فى هذه المشروعات .

أمـا مشروع التخرج الآخـر الـذى جعلنى أقـف لـلـطـالـب الـذى نـفـذه تحـيـة وتـقـديـرا وحبا وإعـزازا له فقد كان فى كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للطالب إبراهيم أمجد وهو من ذوى الهمم الذى نفذ وحده وبشكل حى مشروع مجلة تناولت نفس فئته وكشف فيها بصورة أفضل من جهد الأسوياء أنفسهم من خلال التحقيقات الصحفية والحوارات الحـيـة الـتـى نـفـذهـا، مـدى اهـتـمـام الـدولـة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى بهذه الـفـئـة مـن ذوى الـهـمـم وتـقـديم كـل الـعـون لـهـم، كـمـا تـنـاول نمـاذج مـتـعـددة منهم فى مصر والعالم وماحققه هؤلاء الأبطال من ذوى الهمم المصريين فى البطولات العالمية ،ثم عرج على تناول دور الصناعة فى توفير الأجهزة التعويضية التى تسهل لهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعى مثل الأسوياء، فتحية له ولعميد كليته د. سامى الشريف وبقية كل من ساعده بالكلية فى تنفيذ مشروع تخرجه بهذه الصورة التى أعطت دلالات كبيرة لدور ذوى الهمم فى بلدنا العزيز . [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى