مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … جامعاتنا والتطور الرقمى

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

كـانـت خـطـوة استباقية تحسب لكلية التجارة جامعة مدينة السادات لتنظيمها مـؤتمـرا هـامـا عـن «رؤية الـفـكـر المـالـى والإدارى فـى عـصـر الـرقـمـنـة لتحقيق التنمية المستدامة 2030» وكـان بالعاصمة الإداريـة الجـديـدة، وشهد حـضـورا كبيرا ،نـظـرا لأهمية القضية وكـان الـهـدف هو بحث موقف جامعاتنا الآن ومـدى تطور الفكر فيها ليلبى الـتـطـورات المتسارعة فـى عملية الرقمنة، وقـد تفضل كـل من د. أحمد بيومى رئيس الجامعة ودينامو المؤتمر د. عبدالحميد شاهين عميد كلية التجارة بتوجيه الدعوة لى كمتحدث فى هذا المؤتمر.

وقـد سـعـدت جـدا لطبيعة الـدراسـات والـبـحـوث والأفـكـار الـتـى تم طرحها من مختلف الباحثين فـى هـذا المـؤتمـر، وهو مادفعنى أن أتوجه للحضور فى كلمتى بالجلسة الافتتاحية، بـضـرورة أن تحذو بقية الجـامـعـات المـصـريـة الأخرى حـذو جـامـعـة مـديـنـة الـسـادات فـى دراسة هـذا الـتـطـور والـتـحـول الـكـبـبـيـر فـى عملية الـرقـمـنـة وضرورة أن نـطـور مـنـاهـجـنـا فـى كليات الـتـجـارة فـى المـقـام الأول بكل تخصصاتها من محاسبة وتكاليف وتسويق وتأمين وإدارة أعمال لكى نعد خريجى هذه الأيام لسوق العمل الجديد الذى أصبحت فيه الرقمنة هى سمة العصر الحالى فى معظم فرص العمل المتاحة الآن للخريجين وستكون الأفضلية خلال الفترة المقبلة فى التعيين لمن يجيدها .

أكدت فى كلمتى أن التحول والتطوير المطلوب بجامعاتنا لن يكون سهلا، ولن ننكر أن تكون هناك مقاومة خاصة من العديد من أعضاء هيئة التدريس من كبار السن والأساتذة المتفرغين الذين سيصعب عليهم استيعاب تطورات العصر فى المجال الرقمى، لكن لابد أن نفرض ضرورة تطوير مناهجنا بما يتفق واحتياجات سوق العمل مهما كانت الصعاب، لأن المقررات الموجودة والـتـى يتم تدريسها الآن لـم تعد تصلح فى معظمها لإعـداد خريج يستوعب ما هو موجود الآن فى سـوق العمل بعد أن أصبحت لغة الرقمنة فى معظم التعاملات المالية والإدارية هى لغة العصر وسمته، وأن من لم يستوعبها لن يكون له مكان مميز فى سوق العمل سواء المحلى أو العربى أو الخارجى وخلال السنوات القليلة المقبلة ستكون التقنيات الرقمية هى المسيطرة فى كل أعمال البنوك والتى تعتبر هى أسرع الـقـطـاعـات فـى تطبيق هـذه التقنيات ،وكذلك أعمال الشركات بمختلف أنواعها والقطاعات السياحية بكل تخصصاتها وأيـضـا الـهـيـئـات والمـؤسـسـات المـخـتـلـفـة والأسـواق المالية وغيرها، ومـن لم يؤهل نفسه لذلك سيجد نفسه فى ذيل القائمة الوظيفية فى أى مكان .

لذا أتمنى من كل جامعاتنا أن تتحرك سريعا من الآن فيما يشبه ثـورة التعليم الرقمى لكى تعدل من مناهجها ومقرراتها فـى مختلف الـكـلـيـات، وأن تعيد تأهيل أعضاء هيئة التدريس بها لهذه المهمة، وأن تعد جامعاتنا نفسها أيضا لكى تكون بمثابة بيت خبرة ومركز تدريب وتأهيل لأعضاء الجهاز الإدارى بالدولة من خلال دورات مكثفة تقوم بها لتدريب العاملين به على هذه التطور الرقمى الذى سيقلل من التقاء مقدم الخدمة ومتلقى الخدمة وسيكون الحصول على الخدمة رقميا دون الحاجة إلى التوجه لمقر مقدمة الخدمة .
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى