مقالات كبار الكتاب

رسالة للمجلس الأعلى للجامعات

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

لاشك أن ما حدث هذا العام فى نتيجة الثانوية العامة تسبب فى تعديل كل قواعد القبول بجميع الجامعات والمعاهد بعد أن تم تعديل شكل هرم الدرجات ومجاميع الثانوية العامة إلى الشكل الطبيعى، وبالطبع لن نعود إلى ظاهرة المجاميع الفلكية غير المنطقية والمرضية فى نفس الوقت مرة أخرى.

واسـتـكـمـالاً لما حـدث لابـد أن نـعـدل ونصحح نـحـن فــى الجـامـعـات بـعـض المـظـاهـر السلبية التى أصبحت تؤثر بالسلب على جودة التعليم الجامعى وفى مقدمتها ما يسمى بـ « الإنتساب الموجه » والذى يتيح حاليا قبول 35 % من إجمالى الــطــلاب المـنـتـظـمـين فــى كـلـيـات مـثـل الـتـجـارة والحـقـوق والأداب والخـدمـة الإجتماعية.. إلخ

بمجموع ودرجــات أقـل مـن الـطلاب المنتظمين وقد تصل إلى 50 % من مجموع الثانوية العامة، لمجرد أن نتباهى بأن هناك مكاناً لكل طالب فى الجامعات ـ ولا أعـرف كيف سنعلم هذا الطالب غير الملزم أو الملتزم بالحضور مع جيل من الطالب به نسبة غير قليلة التي تهتم بالتعليم بشكل جيد، والدليل على ذلـك أنـه لم يجتهد ولـم يحصل على مجموع معقول فى الثانوية العامة، ولذلك ذهب للإلتحاق بنظام الإنتساب الموجه ـ الذى لم أعرف أنا شخصياً حتى الآن ما معنى «موجه» فى هذه التسمية وأين موقعها على أرض الواقع؟ ـ وذلك من أجل أن يشترى فقط شهادة «تخرج» فى النهاية لا تكلفه سوى ألف جنيه فى السنة ـ فى حين أننى الزم الطالب المجتهد بالحضور وأحدد لحضوره نسبة 25 % من درجة كل مادة، و75 %على امتحان نهاية العام ـ أما طالب الإنتساب الذى لا يحضر فيأتى على الإمتحان فقط وأحسب له درجة الأمتحان فى المادة من 100 % دون نقصان!! أى نوع من التعليم هذا.

ياسادة.. كما تعرفون جميعا أن إلإنتساب الموجه كان للموظفين فقط الذين لم يتم إتاحة الفرصة لهم لاستكمال تعليمهم قبل ذلـك ـ أمـا طالب الثانوية العامة فلا أعـرف ماهو المغزى من أن يدخل طالب منتظم بمجموع وملزم بالحضور، وطـالـب فـاشـل مـن وجـهـة نـظـرى ألحقـه بنفس الكلية بمجموع أقل وأعفيه من الحضور تماماً !! فأين سيكون دور الجامعة فى التوجيه والإرشاد والتثقيف والتربية ثم التعليم فى النهاية .

لـو كـان هـذا الـوضـع سليماً بالنسبة لإلحاق طـلاب الثانوية العامة الجدد بالجامعات دون أى إلــتــزام مـنـهـم بـالحـضـور فلا بد أن نغلق جامعاتنا وكلياتنا خاصة النظرية منها ونحول التعليم إلى تعليم منزلى يذاكر الطالب فى المنزل ويأتى على الإمتحان فقط ولانكلف أنفسنا عناء توفير أعضاء هيئة تدريس وبناء كليات ومدرجات وموظفين.. إلخ.. ولو كان هذا الوضع صحيحاً لفعل العالم كله ذلك من قبل.

أقول هذا فى رسالتى للسادة رؤساء الجامعات فـى اجـتـمـاع المجلس الأعـلـى للجامعات اليوم أنـشـادهـم فيها بـضـرورة إلـغـاء هـذا الشكل غير السليم من التعليم الجامعى للطلاب الجدد، خاصة أن الجامعات الخاصة والمعاهد العالية وكذلك الجامعات الأهلية فى حاجة الي أعداد كثيرة من الطلاب يتم فيها تعليمهم تعليماً جيدا بدلاً من الوضع السيئ لكل الجامعات الخاصة والمعاهد هــذا الــعــام، والـتـى سمحنا بـإنـشـائـهـا وأنـفـقـت المليارات من الجنيهات ولاتجد طلاباً تعلمهم ووصلت نسبة العجز بمعظمها 50 % من الطلاب. كما أدعو د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى أن يدرس إمكانية فتح باب القبول بالجامعات الخاصة مرة أخـرى لتستوفى هى أعدادها من خلال التقدم لها مباشرة بشكل استثنائى هذا العام بعد وضع الضوابط المطلوبة فى هذا الشأن ثم نعيد ترتيب أوراقنا بعد ذلك فى ظل هذه المستجدات الجديدة.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى