مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … عودة الطالب والمدرس للمدرسة

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

بعد أن نجحت وزارة التربية والتعليم هذا العام بإقرار شكل ومضمون لأمتحانات الثانوية العامة يقيس بشكل كبير قدرات الطالب على الفهم والتحليل والاستنباط وليس الحفظ والتلقين، وكان بمجموعة أسئلته أيضا مايقرب من 10 % من الأسئلة التى تقيس قدرات الطلاب المتميزين فقط وهو السبب الذى سيتيح لنا هذا العام ألانشاهد المجاميع الفلكية التى كنا نشاهدها طوال السنوات الماضية والتى كانت تصل إلى مايقرب من 100 % فى شكل غير مسبوق بأى إمتحانات فى العالم كله وكان أباطرة الــدروس الخصوصية يتفننون فـى كلية تدريب الطالب على الإجابة عن الأسئلة فى شكل “كبسولة” وبالتالى يتمكنون من تجمـيـع درجـــات كـثـيـرة التـعـبـر عـن مـدى استيعاب الطالب للمقرر وفهمه لموضوعاته بل حفظه لأجـزاء بها كثير من التنسيق والتوقعات التى كانت محفوظة لمدرسى الدروس الخصوصية لكن بعد الذى حدث هذا العام فى الأمتحانات الأخيرة فوجئت بأن أكثر من يهاجم شكل الثانوية العامة الجديد هـذا العام هم مـدرسـون الـدروس الخـصــوصــيــة لأنــهــا كــشــفــت مـعـظـمـهـم وستجعل الطالب وأولياء الأمور يفكرون جليا فى مدى جدوى الدروس الخصوصية من عدمه مادامت الأمتحانات قائمة على الفهم وليس الحفظ لكن لن تتغير هذه الأوضــاع بسرعة وستظل ثقافة الـدروس الخصوصية متغلغلة فى المجتمع لحين استكمال منظمومة الإصلاح التى يجب أن تتم فى مدراسنا وفى وزارة التربية والتعليم وأهمها وأخطرها أن نعيد الطالب والمدرس إلى المدرسة مرة أخرى لتقوم المدرسة بدورها التربوى والتوجيهى والتثقيفى والتوعوى والتعليمى للطالب كما كانت قبل ذلك، وتحقيق ذلـك لـن يأتى بسهولة بـل لابد أن نضع ضوابط صارمة لعملية الحضور والغياب بالنسبة للطالب وكذا المدرسين، وألا نسمح لأي طالب بالتقدم لامتحانات الثانوية العامة إلا إذا كان محققا ً حضورا بالمدرسة يصل إلى 70 % على الأقل من أيام الـدراسـة، وأن يتم عمل دورات تفتيتشية قوية فى المدارس للتأكد من تواجد المدرسين بالمدارس الثانوية حتى نهاية اليوم الدراسى حتى ولو لم يكن لديه دروس بالمدرسة. وقد يـكـون هـنـاك تعديل فـى نـظـام امتحانات الثانوية العامة ونجعل الحضور والغياب عليه درجات تصل إلى 30 أو 40 درجة ويتم حصر الغياب كل يوم من خلال إدارة المدرسة ويرسل للوزارة الكترونيا كل يوم، ويتم عمل لجان تفتيش مفاجئة على المدرسة لمراجعة كشوف الغياب المرسلة للوزارة سواء كان ذلك بالنسبة للطالب أو المدرسين وتوقيع أقصى العقوبة على من يقصر فى ذلك سواء من المدرسين أو مديرى المدارس.

إذا نجحنا فـى ذلــك سـتـعـود للمدرسة هيبتها ومكانتها فـى التربية والتنشئة والتوجيه والإرشاد والتعليم كما كانت قبل ذلك، أعتقد أن التنفيذ لن يكون صعبا لكن نحتاج فقط إدارة قوية فى اتخاذ القرار والعمل على تطبيقه بكل قوة هذا إذا أردنا بالفعل إصلاح التعليم فى مصر.

أمـا أن تستمر الـدروس الخصوصية أيا كــان مـبـررهـا وتـسـتـمـر فـى هــدم العملية التعليمية بهذه الصورة التى نعيشها فلن يكون هناك إصلاح للتعليم سوى إصلاح شكلى وجزئى فى شكل ومضمون امتحان الثانوية العامة فقط [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى