مقالات كبار الكتاب

سطور جريئة … ونجحت امتحانات “الثانوية العامة”

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

بمـوضـوعـيـة شـديـدة جــدا ـ ودون مجاملة لأحد ـ أقول بكل اقتناعأن امتحانات الثانوية العامة هذا العام بنظام الاختيار المتعدد الذى يضم أسئلة كثيرة تصل إلى أكثر من 60 سؤالا فى المقرر الواحد، وتم وضعها بطريقة تجبر الطالب أن يفكرفى اختيار الإجابة الصحيحة من عدة إجابات أخرى أمامه،وقد تكون هناك إجابات متقاربة لكن فيها الإجابة الأدق أيضا ولن يجيب عليها بشكل صحيح إلا الطالب الملم بالمنهج كله ومستوعب وهـاضـم دروسـه بشكل جيد ـ ـ أقول أن الوزارة قد نجحت شكلا بنسبة كبيرة ـ ولأول مـرة ـ فـى أن تقيس فى هذه الامتحانات قدرات الطالب الفاهم وليس الحافظ ـ وهو ما كنا نطالب به دائما طوال الـسـنـوات الماضية لكنه لـم يتحقق للأسف ـ وكانت كل الامتحانات فى السنوات السابقة تقيس قدرة الطالب على الحفظ والتلقين ـ وهو الذى ساهم بشكل كبير فى تعاظم قيمة الــدروس الخصوصية لـدى الـطـلاب وأولـيـاء الأمــور لأنـهـا كـانـت تـسـاعـدهـم فـى تحصيل الدرجات فى المقام الأول، وكنا نشاهد أصحاب المجموع ٩٩،٩٩ ٪ و١٠٠ ٪  وهذا لم يكن موجودا فى أى دولة فى العالم ـ بل وقتما كانت هناك امـتـحـانـات إضـافـيـة فيما كــان يطلق عليها مسمى «مــواد المـسـتـوى الـرفـيـع» كـنـا نشاهد طلابا حاصلين على ١٠٢٪  و١٠٤٪  كيف ٠٠ لا أعرف لأننى واثق أن مستشار المادة نفسه الذى وضع امتحان هذه المادة لو أجاب هو نفسه على الأسئلة التى وضعها ويعرف إجاباتها بالطبع ـ لن يحصل على 100 ٪ .

طبعا مـا أقـولـه الآن لـن يعجب الكثير من الـطـلاب أيـضـا الـذيـن تـرسـخ لـديـهـم أنــه كـان يجب عليهم ـ بالتعبير الــدارج ـ أن «يقفلوا» الامتحان ـ وإذا لم يستطيعوا يشكون ويولول البنات منهم وتنهار بعضهن لأن الامتحان كان صعب، أو طويل، وأنهم لم يتمكنوا من الإجابة على كل الأسئلة!! وهذا خطأ جسيم فى الفهم ـ لأن مواصفات الورقة الامتحانية الصحيحة فى أى مكان فى العالم تشترط أن يكون هناك على الأقل ١٠ ٪ من الأسئلة لايجيب عليها سوى الطالب المتميز، لأن الامتحان إذا جاء سهلا ويمكن للجميع أن يجيب عليه ويحصل على الدرجات النهائية أوشبه النهائية ستكون كارثة بكل المقاييس،ووقتها لانستطيع أن نفرق بين الطالب المجتهد والطالب المعتمد على التنشين ، ولن نستطيع أن ننسق الطلاب فى الجامعات إذا وجدنا ـكما كان يحدث قبل ذلك أن الحاصلين على ٩٥ ٪ فى الثانوية العامة أصبحوا أكثر من ٥٠ ٪ من الطلاب الناجحين وكان الطالب وقتها يعتقد كذبا أنه بهذا المجموع قد أصبح عبقرى العباقرة، ويبدأ فى البحث عن الكلية التى تتفق وهذا المجموع الخادع وليست الكلية التى يرغبها استخسارا لهذا المجموع، وقد يرسب فيها بعد ذلك لأنها لم تكن على رغبته!!

أقول هذا قبل أن تظهر نتيجة الثانوية العامة، وقد نجد نسبة النجاح أقل،وأن المجاميع الفلكية قد اختفتـ وقتها سنتأكد أننا نسير على الطريق الصحيح فى نظام الامتحانات التى تقيس قدرات الطالب بشكل صحيح، وقد تكون بداية لتراجع تأثير الدروس الخصوصية،ويهتم الطلاب أكثر بفهم الدروس أكثر وليس حفظها.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى