مقالات كبار الكتاب

سحب مشروع الثانوية العامة التراكمية

بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض – مدير تحرير أخبار اليوم

أحسنت الحكومة صنعا عندما قررت سحب مشروع الثانوية العامة التراكمية الجديد من البرلمان والذى كان قد تقدم به د.طارق شوقى وزير التربية والتعليم وكان يقضى بأن تكون الثانوية العامة ثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة كما هى الآن، على أن تقوم الحكومة بإعادة صياغة مشروع جديد للثانوية العامة مراعية ملاحظات أعضاء مجلس الشيوخ الذى رفض هذا المشروع بشدة فيما يشبه الإجماع وكان من المتوقع أيضا رفض أعضاء مجلس النواب له بعدما عبر أعضاء مجلس الشيوخ عن رأى الشارع المصرى ورأى أولياء الأمــور فى رفضهم لهذا المشروع الذى كان سيحيل حال الأسرة المصرية والـطـلاب إلـى مايشبه الجحيم بسبب الـــدروس الخصوصية التى كانت ستتراكم على كاهل أولياء الأمور لمدة ثلاث سنوات كاملة، وتجعلها تعيش فى كابوس لمدة ثلاث سنوات أيضا، وتوتر واضطراب لجميع الطلاب طـوال نفس المـدة خاصة أننا كناقد جربنا الثانوية العامة لمدة عامين وقتما كان د.حسين كامل بهاء الدين رحمة االله عليه وزيـرا للتعليم وفشلت التجربة بشكل كبير بعد أن قصمت ظهور أولياء الأمــور فى الــدروس الخصوصية وتحول التعليم منذ ذلك الوقت بشكل أكبر إلى تعليم مواز فى البيوت والسناتر، وهجر الطلاب والمدرسون المدرسة، وتـوارى دور المدرسة فى التربية والتنشئة والتوجيه والتعليم أيضا بعد أن احـتـرف مـدرسـو الــدروس الخصوصية تدريب الطلاب على كيفية تحصيل الدرجات الفلكية التى لمتكن تعبر عن مستوى الطلاب فى استيعاب المقررات على الإطــلاق، بل على الحفظ والتلقين فقط، ولذلك كانت الطامة الكبرى ستتم من خلال تنفيذ مشروع الثانوية التراكمية هذا والذى كان يؤمن به د.طارق شوقى وكشف منذ اليوم الأول لتوليه الـوزارة عن توجهه لجعل الثانوية العامة تراكمية لمدة ثلاث سنوات مع مرحلة تحويل نظام الدراسة بها إلى تعليم الكترونى من خلال التابلت الذى تسلمه الطلاب، واضطر إلى تأجيله وقتها بعدما إكتشف أن البنية التحتية الالكترونية فى معظم مدارس مصر غير مؤهلة للتعليم الالكترونى، والذى سيتم اختباره عمليا لأول مرة فى شهر يوليو القادم عند تنفيذ أول امتحان فعلى للثانوية العامة الكترونيا.

وكثيرا ماكتبت فى هذا المكان مؤكدا أن التطوير الحقيقى للتعليم خاصة فى المرحلة الثانوية لن يكون بجعل الثانوية العامة عامين أو ثلاثة ولكن من خـلال تطوير المناهج وتطبيق كل الوسائل والإجراءات التى تجعل الطالب والمدرس يعودان إلى المدرسة مرة أخـرى لتقوم بدورها التربوى والتعليمى بشكل حقيقى بعد أن هجرها الطرفان من أجل الــدروس الخصوصية أما غير ذلك فيعتبر لا قيمة له بل إن ضـرره أكثر من فائدته بل سيكون مدمرا للعلمية التعليمية، ً ولايـتـنـاسـب مـع تـوجـه الــدولــة للارتقاء بمستوى التعليم فى مصر باعتباره أمنا ًقوميا فى المقام الأول.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى