إسلاميات

وزير الأوقاف في الأحتفال بليلة النصف من شعبان “من يقصدون الإرجاف وإسقاط الدول هم خونة الأوطان”

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

أقامت وزارة الأوقاف ، احتفالها بليلة النصف من شعبان، وذكرى تحويل القبلة بمسجد السيدة نفيسة وصلاة الغائب علي ارواح شهداء حادث قطاري محافظة سوهاج وقد قام بالخطبة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، بحضور خالد عبد العال محافظ القاهرة ، نائبا عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، والدكتور محمد عبد الرحمن الضوينى وكيل الأزهر الشريف، نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، والدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، والدكتور أسامة العبد وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور محمد محمود أبو هاشم أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، والنائب عدلي النقيب عضو مجلس الشيوخ الأسبق والشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى، والدكتور نوح العيسوى رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، والشيخ خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية.

وأكد وزير الأوقاف، أن الحياة قائمة على الامتحان والابتلاء حيث يقول سبحانه “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ”، مشيرًا إلى أن هناك دروسًا مستفادة من الابتلاء، وأن أهم مصاب فى تاريخ الإسلام كان مصاب الصحابة فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أنشد سيدنا حسان بن ثابت رضى الله عنه قائلًا:

بَطَيبَةَ رَسمٌ لِلرَسولِ وَمَعهَدُ

مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَد

وَلا تَمتَحى الآياتُ مِن دارِ حُرمَةٍ

بِها مِنبَرُ الهادى الَذى كانَ يَصعَدُ

وَهَل عَدَلَت يَوماً رَزِيَّةُ هالِكٍ

رَزِيَّةَ يَومٍ ماتَ فيهِ مُحَمَّدُ

وقال أيضًا:

ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا * سودا وجوههم كلون الإثمد

وجهى يقيك الترب لهفى ليتنى * غيبت قبلك فى بقيع الغرقد

أَأُقيمُ بَعدَكَ بِالمَدينَةِ بَينَهُم يا لَهفَ نَفسى لَيتَنى لَم أولَدُ

وقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه، عندما مات الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا مَنْ كان يعبد محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت ، وتلا قول الله تعالى : “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ”، وعندما كسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا”.

وأكد أنه لابد من أن نعمل وأن نجتهد وأن نرعى أسر الشهداء والمصابين وأن تكون لنا نقلة فى الحياة لتستمر الحياة بالأحياء ، وهذه سنة الله فى الكون ، ثم إن تحول القبلة نفسه هو امتحان وابتلاء بنص القرآن الكريم قال تعالى: “سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِى كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِى مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”، وهنا علينا أن نحذر السفهاء والمرجفين وأن لا نسير خلف الأكاذيب ، قال تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” ، ويقول تعالى فى شأن المرجفين : “لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ”، وقال تعالى : “لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا”.

يقول العلماء إن هذا خبر بمعنى الطلب، من يقصدون الإرجاف وإسقاط الدول ومن يبثون الشائعات والأكاذيب قصد إفشال الدول أو إسقاطها هؤلاء هم المرجفون، ثم يقول سبحانه: “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ”، كان من الممكن أن يصلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى الكعبة ابتداء، ولكن هو امتحان واصطفاء من الله سبحانه، هناك من سأل الرسول (صلى الله عليه وسلم) هناك من صلى معك على بيت المقدس ومات قبل تحويل القبلة ، فأنزل الله سبحانه: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ” فالعبرة بالاستجابة إلى أمر الله ، أن يجدك حيث أمرك وأن لا يجدك حيث نهاك .

كما بين أن أمتنا هى أمة الشهادة يقول الله سبحانه : ” فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا” ، فأمتنا ستشهد على الأمم والرسول (صلى الله عليه وسلم) علينا سيشهد ، والأرض التى نحن عليها ستشهد وكل بقعة عبدت الله فيها ستشهد إما لك أو عليك ، يقول تعالى : “يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا” فكل بقعة ستقول عصى فلان هنا وتعبد فلان هنا ، وحتى الأعضاء، قال سبحانه : “يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ” بل أبعد من ذلك ، حيث يقول سبحانه : “الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” فلا مجال للكذب ولا للمغالطة ، ويقول سبحانه : “وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” لماذا لم يقل الحق سبحانه وقالوا لأسماعهم أو لأيديهم أو لأرجلهم ، لأن الجلد هو مناط الإحساس وهى أول ما يكوى بالنار، وقال سبحانه : “وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا” ، شاهد ومشهود ، أنت ستشهد على الأمم والنبى سيشهد ، والأرض ستشهد ، والعين ستشهد ، والأذن ستشهد ، فعلى كل منا أن يعمل لهذا اليوم ، وإذا كنا اليوم نصلى صلاة الغائب على بعض شهداء الوطن ، فسيصلى علينا يومًا ما ، والسعيد من وعظ بغيره والشقى من وعظ بنفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى