إسلاميات

علماء الأزهر والأوقاف: الوفاء للوطن من شيم أهل المروءة والنُّبل

الوفاء للوطن من شيم أهل المروءة والنُّبل.. قام أعضاء القافلة الدعوية المشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف، بأداء خطبة الجمعة، اليوم، حول موضوع : “الوفاء وحفظ الجميل”. 

الوفاء للوطن من شيم أهل المروءة

أكد الشيخ عبد الرحمن حسن أحمد النجار، موجه بمنطقة وعظ القاهرة، من على منبر مسجد الكبير بيبرس بقليوب البلد، أن الوفاء وحفظ الجميل من القيم الإنسانية والأخلاق الفاضلة التي دعا إليها ديننا الحنيف، وقد مدح الله (عز وجل) الأنبياء (عليهم السلام) لاتصافهم بهذا الخلق النبيل، حيث يقول الله (عز وجل) في شأن سيدنا إبراهيم (عليه السلام): “وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى”، ويقول سبحانه في شأن سيدنا يحيى (عليه السلام): “وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا”.

الوفاء للوطن من شيم أهل المروءة
وأكد الشيخ إسماعيل أحمد إسماعيل مدير عام الدعوة بالقليوبية، من على منبر الحرس الوطني ببنها، أن أولى الناس بالوفاء وحفظ الجميل لهم الوالدان، فهم أصحاب الفضل التام على أبنائهم، وقد أمر الله (عز وجل) بالإحسان إلى الوالدين، والوفاء لهما، حيث يقول سبحانه- مذكِّرًا الأبناء بجميل آبائهم بعدما بلغ الآباء مرحلة الكِبَر والضعف-: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.

الوفاء للوطن من شيم أهل المروءة
فيما أكد الدكتور سعيد حامد مبروك مدير عام الدعوة بالقاهرة، من على منبر مسجد العوام بقليوب البلد، أن أرقى صور الوفاء: الوفاء بين الزوجين، بأداء الحقوق، وحسن العشرة، وحفظ المعروف، حيث يقول تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا).
ومن على منبر مسجد العطار بالأهرام ببنها، أكد الشيخ إسلام مختار النواوي عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة أن المتأمل في حياة نبينا (صلى الله عليه وسلم) يرى أنه صاحب اليد العليا في الوفاء لزوجته السيدة خديجة (رضي الله عنها) وحفظ جميلها في مواساته ونصرته (صلى الله عليه وسلم)، فقد ظل نبينا (صلى الله عليه وسلم) وفيًّا لذكراها حتى بعد موتها، فكان يكثر الثناء عليها، والاستغفار لها، وإكرام صديقاتها، حيث جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فأحسن (صلى الله عليه وسلم) استقبالها، وأكرمها، فسألت السيدةُ عائشة (رضي الله عنها) نبيَّنا (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك، فقال لها: (إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ).

الوفاء للوطن من شيم أهل المروءة
فيما أكد الشيخ عادل عبد الفتاح محمد شحاتة مدير عام الوعظ بالقليوبية، من على منبر مسجد سيدي عبد الرحمن بقليوب البلد، أن من صور الوفاء: الوفاء لأصحاب الفضل، ويتجلى في ذلك موقف نبينا (صلى الله عليه وسلم) حين طيَّب خاطر الأنصار الذين نصروه (صلى الله عليه وسلم) بعد قسمة الغنائم يوم حنين قائلًا لهم: (…فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ ، اللهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ)، وقال (صلى الله عليه وسلم) في حقهم: (إِنَّ الأَنْصَارَ قَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ، فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ، وَتَجاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ)، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول عن سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه): (إنَّ أمنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ).

كما أكد الدكتور رمضان عفيفي عفيفي مدير عام الإرشاد الديني، من على منبر مسجد الأشراف بالأهرام ببنها، أن خلق الوفاء مع أصحاب الفضل يمتد ليشمل المخالفين، بحفظ الجميل لهم، ومجازاتهم عليه، ويتجلى ذلك حين تذكَّر نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) يوم بدر المُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ، ذلك الرجل الذي دخل النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) مكة في جواره بعد عودته من رحلة الطائف، فيقول (صلى الله عليه وسلم): (لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلاَءِ لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ)، يقصد: أُسَارَى بَدر.
ومن على منبر مسجد عبد الفتاح قمر غرب الاستاد ببنها، أكد الشيخ محمد شعبان حامد محمد مدير إدارة الوعظ بالقليوبية أن من صور الوفاء وحفظ الجميل: الوفاء للمعلِّم، ويكون ذلك باحترامه وتوقيره، والدعاء له، حيث يقول أبو حنيفة رحمه الله: ما صليتُ منذ مات شيخي حماد، إلا استغفرتُ له مع والدي، وإني لأَستغفر لمن تعلَّمت منه علمًا أو علَّمته علمًا، ويقول الإمام أحمد رحمه الله: ما بتُّ منذ ثلاثين سنةً إلا وأنا أدعو للشافعي وأستغفر له.

الوفاء للوطن من شيم أهل المروءة
فيما اعتلى منبر مسجد المجدودة بقليوب البلد، الشيخ محمد محمد أحمد كساب بديوان عام وزارة الأوقاف، الذي أكد أن من أعظم صور الوفاء وحفظ الجميل: الوفاء للوطن، فلا شك أنه من شيم أهل المروءة والنُّبل، يقول الأصمعي (رحمه الله): إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه.
في سياق متصل، قال الشيخ مصطفى نبيل ذكي فرج واعظ بالأزهر الشريف، من على منبر مسجد الرحمن الرحيم ببنها، أن حب الوطن قد تجلى في أحسن صوره حينما وقف نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) ليلة الهجرة، ونظر إلى مكة بعد إيذاء أهلها له ولأصحابه وتكذيبهم له، وقال: (إِنَّكِ لأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، ولولا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ)، وحين دعا (صلى الله عليه وسلم) للمدينة، فقال: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ).
ومن على منبر مسجد مصطفى صالح شارع كلية التجارة ببنها، أكد الشيخ عماد رشاد الصاوي السيد واعظ أول بالأزهر الشريف أننا بحاجة إلى أن نتحلى بخلق الوفاء وحفظ الجميل، فهو خلق عظيم، به تسمو النفوس، ويكمل الإيمان، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (خِيَارُكُمُ الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُونَ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى