مقالات كبار الكتاب

لعلاج قبح المبانى فى الريف

سطور جريئة

بقلم رفعت فياض

لأننى ولدت فى قرية، وعشت سنوات شبابى الأولى فيها ـ أدرك تماما أهمية مـاقـرره الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المشروع القومى غير المسبوق الذى يتبناه بقوة لتطوير الريف المصرى،وهو المشروع الذى يمثل حقا نقلة حضارية سيشهدها الريف لأول مرة فى تاريخه، والـــذى سـيـشـمـل فــى الــبــدايــة تـطـويـر ١٥٠٠ قرية وتوابعها على مدار السنوات الــثــلاث الــقــادمــة، وسـيـتـكـلـف عـشـرات المــلــيــارات مــن الجــنــيــهــات، وسـيـشـمـل تطويرا شاملا للقرية المصرية من مياه شــرب وصــرف صـحـى وكـهـربـاء ورصـف ومناطق خدمية ووحدات صحية.. إلخ، وسيفتح مجالا كبيرا لعشرات الآلاف من فرص العمل من أبناء هذه القرى الذين سيتم الاستعانة بهم فى تنفيبذ المشروع.

ولأن الرئيس السيسى قـد طلب كل من لديه اقتراح للمساهمة فى تطوير هذه القرى أن يطرحه ليتم دراسته إذا كان فى مصلحة القرية المصرية ، ومن هذا المنطلق، أناشد الرئيس السيسى، وقـد يكون اقتراحى هـذا موضوعا فى الحـسـبـان، وهـو أن يتم مـن خـلال هذا المــشــروع الـقـيـام بـبـيـاض وتمـحـيـر كل الـبـيـوت الـتـى تم بـنـاؤهـا فــى الـقـريـة ـ أى قـريـة ـ بـالأسـمـنـت بـصـورة جمالية ثم دهـان كل منازل القرية بلون واحد يعطى جمالا كبيرا لها بعد أن أهمل ٩٠ ٪ ممن قاموا ببناء بيوتهم عمل ذلك واكتفوا بشكل الطوب الأحمر الخارجى دون الاهــتــمــام بـتـشـطـيـب الـبـيـت من الخــارج، مما تسبب فى تحويل القرية المصرية إلـى غابة مـن الـطـوب الأحمر فى معظم منازلها.

وقـد شـاهـدت فـى الخــارج كيف يكون هناك إلـزام بتبييض وتشطيب المنازل قـبـل الـسـمـاح بـالـسـكـن فـيـهـا، وضــرورة بـيـاضـهـا بـشـكـل جـمـيـل تـعـطـى بهجة وســــرورا لـكـل الـنـاظـريـن ولـلـمـقـيـمـين فيها أيـضـا، وهــو مـاجـعـل الـريـف قبلة لـلـمـواطـنـين فـى أوروبـــا لـقـضـاء إجــازة نــهــايــة الأســـبـــوع فـــى هــــذه المــنــاطــق الريفية، خاصة أن الحكومات هنالك تـلـزم صـاحـب المـنـزل ســواء فـى القرية أو المـديـنـة بتجديد بـيـاضـه كـل خمس ســنــوات، وأعــتــقــد أنــه لــو تم هــذا من خــلال هــذا المــشــروع الـقـومـى لتطوير الـريـف ـ وقـد يـكـون ذلـك فـى الحسبان قبل كلامى هذا ـ سيكون وسيلة لإزالة قبح المبانى التى لـم يتم فيها مراعاة أى جانب جمالى فى تشطيبها، وأتمنى أن يـشـمـل هــذا أى بـيـت أو أى عـمـارة فى مصر كلها حتى تصبح مصر أكثر جمالا فى كل إنشاءاتها.

ومن هنا أقترح أن يتم إشراك أساتذة كــلــيــات الــهــنــدســة فــى كــل الجــامــعــات المصرية المنتمين إلى قسم العمارة ـ كل كلية فـى مـجـال المحـافـظـة الـتـى توجد بـهـا هــذه الجـامـعـة، لـكـى يـشـرفـوا على تنفيذ هذه المهمة حتى تكلل بالنجاح، ولا تــكــون مــجــرد الاكــتــفــاء بـبـيـاض الــطــوب الأحــمــر وبـشـكـل أكــثــر قـبـحـا مـثـلـمـا فـعـل مـالـكـو مـعـظـم الـعـمـارات المـطـلـة عـلـى الــطــريــق الـــدائـــرى، مما فـتـح مـجـالا لـلـفـسـاد بـالمحـلـيـات أكـثـر مـن مظاهر الفساد المـتـواجـد بها الآن للالـتـفـاف عـلـى أى قـــرارات تتخذها الدولة فى هذا المجال .

[email protected]

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى