فنزويلا على صفيح ساخن واستعدادات كبيرة لمواجهة ترامب ..النساء يحملن الأسلحة والرئيس يغير مكان نومه
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
تصاعد التوتر في فنزويلا إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تحركات غير اعتيادية من الحكومة بقيادة نيكولاس مادورو، الذي اتخذ إجراءات أمنية مشددة تضمنت إغلاق هواتفه وتغيير مكان نومه بشكل متكرر. في الوقت نفسه، تداولت وسائل الإعلام صورًا لنساء فنزويليات يحملن الأسلحة ويتدربن ضمن ميليشيات بوليفارية، في رسالة رمزية عن استعداد الشعب للدفاع عن البلاد أمام أي تهديد خارجي، وسط تصريحات أمريكية متكررة من الرئيس دونالد ترامب تنتقد النظام الفنزويلي.
وسط هذه الأجواء، أعلنت عدة شركات طيران دولية تعلق رحلاتها من وإلى فنزويلا، بينما يصر النظام على ممارسة سيادته الكاملة على المجال الجوي، مع تأكيد استمرار العمليات الجوية وتأمين حركة المواطنين داخل وخارج البلاد. وتأتي هذه التحركات في سياق مخاوف دولية متزايدة من تصعيد محتمل في منطقة الكاريبي.
حسناوات فنزويلا بـ الآلى فى مواجهة ترامب ..
انتشرت خلال الساعات الماضية صور لعدد من النساء فى فنزويلا وهن يحملن أسلحة ويرتدين الزي العسكري، وسط تعليقات تزعم أن حسناوات فنزويلا يستعدن لمواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وحكومة نيكولاس مادورو، وتعكس هذه الصور استعداد البلاد رجالا ونساء للوقوف أمام واشنطن.
تدريب النساء على الأسلحة
وأشارت صحيفة اكسيليثور الفنزويلية إلى أنه وسط تصاعد التهديدات الأمريكية بحرب فى الكاريبى ، أظهرت صور جزء من برنامج تدريبى أطلقته الحكومة الفنزويلية داخل ما يعرف بـ الميليشيا البوليفارية ، وهى قوة شبه عسكرية تضم مدنيين يتم تجنيدهم وتدريبهم على الأسلحة رجالا ونساء ضمن منظومة الدفاع الشعبى.
تدريبات نسائية داخل المعسكرات
وأكدت مصادر مطلعة عن أن مشاركة النساء فى هذه التدريبات ليست جديدة لكنها أصبحت اليوم تظهر بشكل أوضح فى الإعلام بسبب التغطية المكثفة للأزمة، وتشدد المصادر على أن الصور التي انتشرت ليست استعدادا لحرب بالمعنى المباشر ولكن تدريبات رمزية داخل معسكرات صغيرة بأسلحة غالبا غير متقدمة.
ويرى مراقبون أن بث هذه النوعية من الصور يهدف إلى رسالة شعبية بأن المجتمع الفنزويلي مستعد للدفاع عن نفسه ، فى محاولة لرفع المعنويات الداخلية وخلق صورة عن تلاحم شعبى، فى مواجهة التهديدات الأمريكية، بينما تعتبرها واشنطن جزءا من حملة دعائية لا تغير من ميزان القوة الحقيقى.
مادورو يغلق هواتفه ويغير مكان نومه
تشير تقارير إعلامية إلى أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يعيش فترة من الارتباك الأمني غير المسبوق، دفعت به إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي تعكس حجم القلق داخل الدائرة الحاكمة في كاراكاس.
بحسب صحيفة الدياريو، و أغلق مادورو دائرة اتصالاته بالكامل، وبدأ في تبديل هواتفه بشكل مستمر، إلى جانب تغييره مكان نومه كل ليلة، في محاولة لتقليل أي احتمال لاختراق أمني أو محاولة استهداف مباشر.
داخل القصر الفنزويلي، تصف مصادر مقربة المشهد بأنه مزيج من الحذر والانكماش، فالمسؤولون المقربون من مادورو باتوا يعملون ضمن إجراءات أمنية مشددة، بينما ازداد اعتماد الرئيس على مستشارين وعناصر أمنية من الاستخبارات الكوبية، في محاولة لتحصين محيطه من أي اختراق.
ورغم هذا التوتر، يظهر مادورو في العلن بصورة مختلفة تماماً؛ إذ يواصل الظهور في بثوث مباشرة ومقاطع دعائية، ويحرص على الظهور مبتسماً، راقصاً أحياناً، وموجهاً رسائل تؤكد استقرار البلاد، لكن خلف هذه الصورة، تبرز روايات تتحدث عن رئيس يتحرك بين أماكن سرية، يحيط نفسه بالحراس، ويغلق الأبواب قبل أن يغلق هواتفه.
تعليق رحلات الطيران من وإلى فنزويلا
وأعلنت شركات طيران جديدة عن تعليق رحلاتهما من وإلى فنزويلا ، حيث أعلنت شركات الطيران البنمية عن تعليق الرحلات لمدة يومين، لتنضما بذلك إلى ثماني دول آخرى كانت أوقفت عملياتها استجابة لتحذير أصدرته هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية بسبب تزايد النشاط العسكرى فى منطقة الكاريبى.
أعلنت شركتا الطيران البنميّتان Copa Airlines تعليق رحلاتهما من إلى فنزويلا ، ويأتي هذا القرار بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المجال الجوي فوق فنزويلا وحولها يجب اعتباره مغلقاً بالكامل.
في 21 نوفمبر، أوصت FAA شركات الطيران بتوخي أقصى درجات الحذر عند التحليق فوق الأجواء الفنزويلية، مشيرة إلى “تدهور الوضع الأمني وازدياد النشاط العسكري داخل فنزويلا وفي محيطها، ومنذ أغسطس، تنتشر سفن وطائرات حربية أمريكية في الكاريبي ضمن عمليات مكافحة تهريب المخدرات، بينما يرى النظام الفنزويلي أن واشنطن تستغل هذه التحركات للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.
بسبب هذا المشهد المتوتر، أوقفت عدة شركات طيران دولية رحلاتها إلى فنزويلا مؤقتاً، ما دفع السلطات الفنزويلية إلى إلغاء تراخيص هذه الشركات واتهامها بـ الإرهاب.
أعلنت Copa Airlines وWingo أن تعليق رحلاتهما يومي الخميس 4 والجمعة 5 ديسمبر 2025 جاء نتيجة اضطرابات في إحدى إشارات الملاحة الجوية تم رصدها من قبل طياريهما. وأكدت الشركتان أنهما ستراقبان الوضع وسينشران تحديثات خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
موقف القطاع الدولي للطيران
بدورها، أكدت المنظمة الدولية للنقل الجوي (IATAأن لشركات الطيران الحق في تقييم المخاطر التشغيلية بشكل مستقل، بما في ذلك إغلاق بعض الأجواء الجوية عند الضرورة، مع التشديد على أن السلامة تظل أولوية قصوى وأوضحت أن الحذر واجب خصوصاً في الحالات التي تصدر فيها تحذيرات أو تنشأ مخاوف أمنية محددة، وأن من حق الشركات تعليق أو إلغاء الرحلات حفاظاً على سلامة المسافرين والأطقم.








