مصر

مصر والسعودية يتجاوزان الخلافات التافهة ويبدآن التحرك لحماية مصالحهما في البحر الأحمر والسودان

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

واحتمال وشيك بتدخل عسكري مشترك (مصر–السعودية) لحماية المصالح الأمنية في البحر الأحمر وفرض الاستقرار بالسودان والقرن الأفريقي.

تفاجأ الجميع بزيارة مفاجئة لرئيس أركان الجيش المصري إلى السعودية، عقب زيارته للسودان، وذلك بينما كان رئيس إريتريا متواجدًا في مصر.

جاء التحرك المصري–السعودي لدعم الجيش السوداني بشكل مباشر وإنقاذ السودان من محاولات سيطرة أطراف خارجية على البلاد وعلى الموانئ الحيوية في بورتسودان، التي تصير هدفًا للطامعين، خصوصًا مع محاولات الإمارات فرض نفوذ فيها — وهو ما ترفضه المملكة العربية السعودية التي تعاني خلافات كبيرة مع الإمارات، والتي يُتهم بعض أطرافها بدعم ميليشيات الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة والمال.

يُعد البحر الأحمر أحد أهم منافذ تصدير النفط السعودي إلى البحر المتوسط وأوروبا وأمريكا، كما أنه شريان حياة لمصر لارتباطه بقناة السويس، مما يجعل لدى البلدين اتفاقًا ضمنيًا بعدم السماح لتدخل أطراف خارجية في هذا المحور الاستراتيجي.

في السياق نفسه، تواصل إثيوبيا إطلاق تهديدات متكررة، وقد رُصدت تحركات أرضية قد تستهدف اجتياح إريتريا للوصول إلى ميناء عصب الاستراتيجي، بهدف تحويله إلى ميناء خاضع لتأثير إثيوبي ـ إسرائيلي.

رئيس الوزراء أبي أحمد، الذي تنتهي ولايته مطلع عام 2026، قد يلجأ إلى تأجيل الانتخابات كخيار محتمل، وهذا الاحتمال قد يرتبط باندلاع نزاع أو حرب— وهي أداة قد تُستخدم أيضًا لاحتواء الخلافات الداخلية، لا سيما في إقليم الأمهرة الذي لا يزال يواجه معارك مع الجيش الإثيوبي. وهناك دعم محسوس لأبي أحمد من جهات تسعى للوصول إلى البحر.

ردًّا على ذلك، استدعت مصر الرئيس الإريتري لزيارته خمسة أيام، التقى خلالها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار القادة العسكريين والاستخباراتيين، تحسبًا لاحتمال تدخل مصري–سعودي مباشر في الملف الإريتري. وربما نشهد خلال الأشهر القادمة مهمة عسكرية مصرية خارج الحدود تكون حاسمة على الأرض وتستهدف تقويض قدرات الجيش الإثيوبي في حال توغّل داخل إريتريا.

في السودان، سيُقدّم دعم مباشر للقوات النظامية لوقف حالة الفوضى، ومن المتوقع تنفيذ طلعات جوية مجهولة ومكثفة ومشتركة ومحددة الاستهداف للقضاء على معسكرات ومخازن سلاح الدعم السريع، تمهيدًا لعودة الاستقرار في القرن الأفريقي، وعلى نحو يُحمي الدول المطلة على البحر الأحمر.

الخلاصة
مهما شهدت العلاقات من فتَن أو محاولات زعزعة، فإن المصالح المشتركة بين مصر والسعودية أقوى من أي خلافات سطحية. تظل الدولتان معًا قوة إقليمية مؤثرة لا يستهان بها، ولن تتوانى مصر عن حماية أمن البحر الأحمر وسيادتها الوطنية — أي تهديد أو اقتراب من المحور الاستراتيجي للبحر الأحمر سيُعتبر خطًا أحمر، وقد يبرر تدخلاً عسكريًا شاملاً وحاسماً.
وفي الأيام القادمة سنراقب جبهات السودان–إريتريا، فقد نُفاجأ بتحركات سريعة على الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى