عاجل

العالم يطالب بالسلام.. بريطانيا تدعو الحكومة الإسرائيلي لتغيير مسارها في قطاع غزة

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

حثّت وزيرة الخارجية البريطانية إيفينت كوبر، الحكومة الإسرائيلية على “تغيير مسارها بشكل عاجل” والتخلي عن هجومها العسكري المتجدد على قطاع غزة.

وبعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة إن على تل أبيب “إكمال المهمة”، كما وصفها، قالت كوبر، التي عادت لتوها من قمة نيويورك، إنهم “وصلوا إلى لحظة حيث يريد العالم إنهاء هذه الحرب”، بعد أن أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أن “اتفاق السلام في متناول اليد”.

واعترفت السياسية العمالية البارزة، في مقابلة مع صحيفة “ذا جارديان” قبل مؤتمر حزب العمال في ليفربول، بأن “الكلمات تبدو جوفاء” في الرد على الوضع الكارثي على الأرض، وقالت إن الأولوية “يجب أن تكون لمحاولة استخدام زخم جديد للتوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء صراخ وألم الأطفال الفلسطينيين”.

وقالت كوبر، التي يُعتقد أنها واحدة من قادة الحكومة البريطانية الذين ضغطوا على رئيس الوزراء كير ستارمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إنها “تتفهم الرعب الذي يشعر به كثيرون إزاء الوضع الإنساني (في قطاع غزة)، ووظيفتها هي التركيز على إنهاء الحرب”.

كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس آخر زعيم عالمي تلتقي به كوبر قبل انتقالها من منصب وزيرة الخارجية في حكومة الظل عام 2011، والأول كوزيرة خارجية المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر.

في المقابل، لم تلتقِ وزيرة الخارجية البريطانية رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد، رغم أنها كانت في نيويورك عندما ألقى كلمته في الأمم المتحدة.

وترى كوبر أن “لا يوجد حل عسكري فعّال لهذه المسألة، ولا سبيل لتعزيز أمن إسرائيل ولو بشكل طفيف من خلال هذا الهجوم الجديد على مدينة غزة”.

وأضافت: “من أجل أمن الإسرائيليين، وكذلك أمن الفلسطينيين، وكذلك التعامل مع هذه الأزمة الإنسانية المدمرة، أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية بحاجة ماسة إلى تغيير مسارها”.

إنهاء الحرب
لفتت “ذا جارديان” إلى أن البيت الأبيض يدعم خطةً تقضي بتولي السياسي العمالي البريطاني الكبير توني بلير رئاسة إدارة تكنوقراطية مؤقتة في غزة.

ورفضت كوبر مرتين التصريح بما إذا كان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق هو الشخص المناسب لقيادة السلطة الانتقالية.

وأشار التقرير إلى أنه “في حين يتمتع بلير بعلاقات جيدة مع دول المنطقة بعد أن عمل مبعوثًا للشرق الأوسط، ولديه طريق إلى البيت الأبيض من خلال جاريد كوشنر، المهندس الرئيسي للخطة وصهر ترامب، فإنه يظل شخصية مثيرة للجدل؛ بسبب دوره في حرب العراق عام 2003”.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن كوبر قولها: “أشعر بوجود إجماعٍ حقيقي وكبير، وطاقةٍ وعزيمةٍ حقيقيتين (في الأمم المتحدة) تجاه السلام. أعتقد أننا وصلنا إلى لحظةٍ يريد فيها العالم إنهاء هذه الحرب”.

وأضافت أن “بداية العملية” كانت وقف إطلاق النار، وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع المحتجزين. ومع ذلك، أقرت بأن العملية هشة، وأن هناك العديد من العقبات التي تنتظرها.

وتابعت: “لا يمكننا التظاهر بأن هذا ليس صعبًا للغاية، وطول أمد الأزمة يجعل الأمر صعبًا، لكن لا شك أن هناك عزمًا حقيقيًا وإرادة قوية وراء السعي لإنهاء الحرب، والسعي ليس فقط إلى وقف إطلاق نار فوري، بل إلى خطة مستقبلية فعّالة”.

إدارة بلير
قبل أيام قليلة من استضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، صرّح ترامب للصحفيين، الجمعة، بأنه “يبدو أن هناك اتفاقًا بشأن غزة”.

وفي المقابلة مع “ذا جارديان”، أقرّت كوبر بأن الرئيس الأمريكي سيلعب دورًا محوريًا في إقناع إسرائيل بالموافقة.

ويقول دبلوماسيون إن خطة البيت الأبيض للسلام، المكونة من 21 نقطة، متوافقة مع الخطة الفلسطينية التي أقرتها الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، مع الاتفاق على عدم النزوح الجماعي من غزة، وعدم وجود دور لحماس، وعدم ضم الضفة الغربية.

وهناك في وزارة الخارجية البريطانية من يشعرون بالقلق بشأن جوانب من خطة ترامب، بما في ذلك الدور الذي قد يلعبه بلير.

قالت كوبر: “لقد كان توني بلير من بين الشخصيات التي ساهمت بمقترحات مهمة في هذه العملية، وهو ما شكّل إضافة بالغة الأهمية، غير أن هناك أيضًا العديد من المبادرات والمسارات الأخرى. ولا يزال هناك قدر كبير من العمل الذي يتعين إنجازه”.

ولفتت إلى أنه “في هذه المرحلة، هناك شعورٌ ببناء توافق في الآراء، ولكن علينا الحفاظ على هذا التوجه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى