
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الغارات الجوية الروسية العنيفة التي استهدفت العاصمة كييف اليوم تمثل تصعيدًا خطيرًا في الحرب، مشيرًا إلى أنها كانت من بين الأشد منذ بداية الصراع.
وقال زيلينسكي في بيان عاجل : «هذه الهجمات تؤكد أن روسيا مصرة على مواصلة عدوانها، وهو ما يتطلب ردًا واضحًا وحاسمًا من المجتمع الدولي»، داعيا الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات ردعية فعالة لمواجهة التصعيد الروسي الأخير.
روسيا أطلقت خلال الليل 315 طائرة مسيّرة هجومية
وقالت القوات الجوية الأوكرانية، بحسب وكالة «رويترز»، إن روسيا أطلقت خلال الليل «315 طائرة مسيّرة هجومية و7 صواريخ» على عدة مناطق داخل البلاد، موضحة أن الهدف الرئيسي لهذا الهجوم الجوي كان العاصمة كييف، مضيفة أن الدفاعات الجوية الأوكرانية نجحت في تحييد 284 طائرة مسيّرة، بالاضافة إلى جميع الصواريخ السبعة التي أطلقت، الأمر الذي ساهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا شنت سلسلة من الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة خلال الليلة الماضية، ما استدعى تعليقًا مؤقتًا لحركة الملاحة الجوية، في جميع المطارات الكبرى التي تخدم العاصمة موسكو ومدينة سان بطرسبرج، موضحة عبر منصّة «اكس»، أن وحدات الدفاع الجوي الروسي أسقطت أكثر من 100 طائرة مسيّرة اوكرانية، وأن نحو نصف هذه الطائرات تم اسقاطها فوق منطقة «بريانسك» المحاذية للحدود الأوكرانية، فضلا عن إسقاط ثلاث طائرات فوق منطقة موسكو، وطائرتين في منطقة «لينينجراد»، حيث تقع سان بطرسبرج.
وقالت وكالة النقل الجوي الاتحادية الروسية (روسافياتسيا) عبر تيليجرام، إن الرحلات الجوية علّقت مؤقتًا في مطارات «شيريميتيفو، دوموديدوفو، فنوكوفو، وجوكوفسكي» في موسكو، بالإضافة إلى مطار بولكوفو في سان بطرسبرج، ومطارات 9 مدن روسية أخرى، وذلك في إطار إجراءات احترازية لضمان سلامة الركاب والطائرات.
روسيا طرحت شروطًا سياسية جديدة تعتبرها ضرورية لإنهاء الحرب
وفي خضم هذه التطورات العسكرية المتسارعة، طرحت روسيا شروطًا سياسية جديدة تعتبرها ضرورية لإنهاء الحرب، قد تبدو تعجيزية للمعسكر الغربي، من بينها انسحاب حلف شمال الأطلسي (الناتو) من دول البلطيق، قال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن انسحاب الناتو من دول مثل لاتفيا، ليتوانيا، واستونيا من شأنه أن يُسهم في التوصل إلى حل سياسي للنزاع الروسي الأوكراني المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، ووفقًا لما نشرته مجلة «نيوزويك» الأمريكية.
وأكد ريابكوف، في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية الحكومية «تاس»، أن أي مفاوضات جدية لانهاء الحرب يجب أن تتضمن ضمانات أمنية مكتوبة من الدول الغربية، بما في ذلك تجميد توسع الناتو شرقيًا، وهو مطلب طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مناسبات عديدة.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الجيش الروسي يراقب الوضع في منطقة البلطيق عن كثب ويتخذ الاجراءات المناسبة، ردًا على تصريحات مسؤولين سويديين بشأن تنامي خطر التصعيد في المنطقة.
وتعليقًا على التوتر المتزايد في ملف العلاقات مع الولايات المتحدة، عبّر ريابكوف عن تفاؤل حذر بشأن احتمال تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن، خاصة في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقال إن ترامب ابدى التزامًا بالتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي أجريا أربع محادثات هاتفية خلال الفترة الماضية.