سوشيال ميديا

حدوتة “هاني فرحان” .. المخدرات وأضرارها “طريق الهلاك المميت”

حدوتة هاني فرحان عبد العظيم

مازالت مشكلة المخدرات تلعب الدور المرعب كل شبابنا، ولكن هل يوجد أمل في تخطي هذه المشكلة والتخلص منها للأبد؛ دائما ما نجد أعيننا تدمع وقلوبنا تنكسر بمجرد سماع حدوتة صاحبها أدمن تلك السموم التي تفتك بالجسد فتكا وتسبب الكثير من الأمراض المستعصية وكثير من الأحيان تؤدي بصاحبها إلى الوفاة.

“تعلمت من السجن”
يحكي شاب حياته كيف كانت وكيف أصبحت، بداية من أيام دراسته فيقول:

كنت متفوقا في دراستي لدرجة جعلتني عرضة للحسد من كل قرنائي، وبيوم من الأيام ذهبنا سويا إلى حفلة صاخبة احتفالا بنجاحي وبنتيجتي التي أبهرت والداي فوافقوا لي على الذهاب للاستمتاع مع أصدقائي، ولكن للأسف الشديد هؤلاء الأصدقاء الذين كانوا يزعمون صداقتي استدرجوني بوسائل شتى وأساليب مختلفة وطرق متنوعة للإيقاع بي في شرك الدخول إلى طريق المخدرات، ومن باب التجربة دخلت ولكنها طريق ليس بها أمان، كنت دائما ما أحدث نفسي بأنني سأتركها حينما أريد ولكن العكس صحيح فالمرء منا حينما يسلك تلك الطريق لا يمكنه التراجع منها إلا من أراد ربي؛ تدهورت حياتي الدراسية وكل يوم حالتي ازدادت سوءا، ووالداي دائما ما يكون الحزن والألم مسيطر عليهما، وكل ذلك وأنا غارق في اعتقاد أن كل شيء سيكون على ما يرام…

تدهور وسوء:
لقد استحوذت علي المخدرات لدرجة أني لم أستطع الإقلاع عنها كما كنت أعتقد، وبيوم من الأيام لم أمتلك المال الكافي لشرائها فاضطررت إلى المتاجرة فيها، تارة أتاجر بالمخدرات وتارة أسرق من والداي، وهكذا صارت حياتي من بعد تفوق دراسي ومستقبل باهر ينتظرني إلى سارق وتاجر ممنوعات وبعيد كل البعد عن طريق الله بالإضافة إلى أن الحكومة تطاردني بكل مكان، تركت منزلنا نبع الراحة والدفء والحنان ليصبح الشارع موطني والمجرمين بكل الطوائف من يتعاملون معي بلا رحمة ولا شفقة…

نقطة تحول وتغيير:
تمكنت الشرطة من القبض علي وإلقائي بالسجن وإلحاق كافة التهم بي، وحكم علي القاضي بالسجن لمدة 15 عاما؛ كيف أستطيع التأقلم بداخل السجن وأنا لا أستطيع أن أجد فيه ما تتعلق به حياتي “المخدرات”، ساءت حالتي ونقلوني إلى المستشفى بيوم وأنا بين الحياة الموت، كثير من الأوقات حاولت الانتحار والتخلص من الآلام المصاحبة لجسدي المتآكل؛ تلقيت العلاج بمستشفى خاصة بالسجن وبرقابة مشددة وتركت عالم المخدرات الموبوء خلف ظهري، بمساعدة والداي سلكت طريقا جديدا ليس فيه غير رضا الله والتكفير عن كل ما فعلته يداي.

تعج مجتمعاتنا للأسف الشديد بالكثير من تلك القصص ولكننا نأخذها للعبرة والعظة وتجنب الوقوع في أخطاء الغير، وأن حدوتة عن المخدرات وأضرارها حقيقية بكل كلمة بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى