كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
تعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بمحاسبة جميع المتورطين في هجوم كشمير الذي وقع ، مؤكدًا أن الهند ستلاحقهم “حتى أطراف الأرض”.
وحسب صحيفة الجارديان فإن الهجوم الذي استهدف موقعًا سياحيًا في منطقة باهالجام، أودى بحياة 26 شخصًا، ويُعد الأعنف ضد المدنيين في الإقليم المتنازع عليه منذ عام 2000.
الهند ستحدد هوية كل إرهابي وكل من يدعمه
وقال مودي في أول خطاب له بعد الهجوم: “أقول للعالم بأسره: الهند ستحدد هوية كل إرهابي وكل من يدعمه، وستلاحقهم وتعاقبهم”.
وقد اتهمت الهند، الأربعاء، باكستان بدعم “الإرهاب العابر للحدود”، وردت بسلسلة من الإجراءات الدبلوماسية التي شملت تخفيض العلاقات، وهو ما نفته إسلام أباد.
في مساء اليوم ذاته، استدعت وزارة الخارجية الهندية القائم بالأعمال الباكستاني في نيودلهي، سعد أحمد وريتش، وأبلغته سلسلة الإجراءات المتخذة، بما في ذلك إعلان المستشارين العسكريين في السفارة الباكستانية “أشخاصًا غير مرغوب فيهم”، وطُلب منهم مغادرة البلاد خلال أسبوع.
وكانت الهند قد أغلقت في وقت سابق، أحد المعابر البرية الرئيسية مع باكستان، وعلّقت اتفاقية تقاسم المياه، وألغت إعفاءات التأشيرة للمواطنين الباكستانيين.
وفي تطور آخر، نشرت شرطة كشمير أسماء ثلاثة مشتبه في تورطهم بالهجوم، اثنان منهم يحملان الجنسية الباكستانية، مع تخصيص مكافآت لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقالهم.
وقال مسئول هندي إن استدعاء الدبلوماسي الباكستاني يعكس “الغضب الشديد” لدى الهند، مشيرًا إلى أن باكستان تم إخطارها رسميًا بكافة الإجراءات التي اتخذتها الهند عقب الهجوم.
وخلال زيارته لولاية بيهار لإطلاق مشاريع تنموية، وقف مودي دقيقتي صمت حدادًا على أرواح الضحايا، وقال وسط حشد كبير: “أقولها بوضوح: من خطط لهذا الهجوم ومن نفذه سيدفع الثمن، إن ما يملكونه من أراضٍ سيتم تحويله إلى غبار، فإرادة 1.4 مليار هندي ستكسر شوكة الإرهاب”.
واختتم خطابه بجملة نادرة باللغة الإنجليزية موجّهة للعالم: “الإرهاب لن يمر دون عقاب، وسنبذل كل جهد لتحقيق العدالة”.
وأعلنت الحكومة الهندية عن سحب ملاحقيها الدفاعيين من باكستان، وتقليص طاقم السفارة في إسلام آباد من 55 إلى 30، وتأكيد طرد البعثة العسكرية الباكستانية في نيودلهي، ودعا مودي إلى عقد اجتماع شامل مع أحزاب المعارضة لإطلاعهم على تطورات الوضع والإجراءات المتخذة.
وتشهد كشمير، المقسمة بين الهند وباكستان منذ عام 1947، توترات متصاعدة منذ أن ألغت الهند الوضع الخاص بالإقليم في عام 2019، وهو ما دفع باكستان إلى طرد السفير الهندي ورفض تعيين سفير لها في نيودلهي.
وفيما انتشرت قوات الأمن الهندية في كشمير، أفاد ناجون من الهجوم أن المهاجمين طالبوا الرجال بتلاوة آيات قرآنية، ثم أعدموا من لم يستطع التلاوة.
وأعلنت جماعة غير معروفة تُدعى “مقاومة كشمير” مسئوليتها عن الهجوم، معتبرة أن “التغيير الديموغرافي” في المنطقة نتيجة توطين أكثر من 85 ألف شخص من خارج الإقليم، هو ما دفعها لتنفيذ العملية.
ويُنظر إلى هذا الهجوم كضربة لرؤية مودي وحزبه القومي الهندوسي “بهاراتيا جاناتا” التي اعتبرت إلغاء الوضع الخاص لكشمير إنجازًا كبيرًا جلب السلام والتنمية للإقليم المضطرب.