عاجل

بعد محاولات إدارة دونالد ترامب .. هل تكرر فنزويلا مأساة العراق؟.. خبراء يحذرون من تدخل أمريكي كارثي

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم

حذر خبراء مجلة The American Conservative من أن محاولات إدارة دونالد ترامب تغيير السلطة بالقوة في فنزويلا قد تورط واشنطن في نزاع طويل الأمد، وفوضى إقليمية تشبه ما شهده الشرق الأوسط.

وجاء في مقال نشرته المجلة: “إذا قرر البيت الأبيض الإطاحة بالنظام في فنزويلا، فإنه يخاطر بإعادة إنتاج الحروب اللامتناهية والفوضى التي سادت في الشرق الأوسط — لكن هذه المرة بالقرب من حدوده”.

وأشار المحللون إلى أن نقل حاملة الطائرات USS Gerald Ford ومجموعة بحرية تابعة للقوات البحرية الأمريكية إلى منطقة البحر الكاريبي يُعدّ مؤشرًا على استعدادات محتملة لحملة عسكرية ضد كراكاس. ولفتوا إلى أن مثل هذه الخطوات “تناقض وعود ترامب بعدم خوض حروب جديدة، وقد تجرّ الولايات المتحدة إلى صراعٍ طويل الأمد”.

كما شدّد الخبراء على أن الظروف غير مواتية لنجاح أي محاولة لتغيير النظام في فنزويلا، مشيرين إلى أن “البلاد أكبر من العراق بأكثر من الضعف من حيث المساحة، وتخضع لسيطرة حكومة ما زالت تحظى بدعم الجيش”. وأضافوا أن “واشنطن لا تمتلك قوات كافية على الأرض ولا تحظى بدعمٍ شعبي محلي، ما يجعل السيناريو العسكري محفوفًا بالمخاطر”.

ورفض الخبراء الذريعة الرسمية التي تروّج لها إدارة ترامب — مكافحة تهريب المخدرات — واعتبروها غير مقنعة، قائلين: “من الخطأ تبرير عملية عسكرية محتملة بمكافحة الاتجار بالمخدرات، إذ إن الفنتانيل لا يأتي من فنزويلا، والقوارب التي استُهدفت لا يمكنها الوصول إلى السواحل الأمريكية”.

وفي ختام تحليلهم، دعا الخبراء البيت الأبيض إلى التراجع عن سياسة تغيير النظام، مذكّرين بأن ترامب تعهّد بأن يكون “رئيس سلام، لا مُطلِقًا لحرب جديدة على أبواب الولايات المتحدة”.

ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس، بعد أن أكد ترامب أمام الصحفيين صحة تقارير صحيفة نيويورك تايمز حول منح وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا بهدف زعزعة حكومة مادورو. وقد وصفت فنزويلا هذه التصريحات بأنها “أفدح انتهاك للقانون الدولي”.

وفي الأسابيع الأخيرة، نفّذت القوات الأمريكية سلسلة ضربات قبالة السواحل الفنزويلية استهدفت قوارب يُزعم أنها تُهرّب مخدرات، ما أسفر عن مقتل 27 شخصًا. ونقلت قناة NBC أن البنتاغون يدرس خيارات لشنّ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية خلال الأسابيع المقبلة.

من جهته، انتقد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو التحركات الأمريكية، وقال في 21 أكتوبر إن “ترامب يريد احتلال فنزويلا تحت ذريعة مكافحة المخدرات، لكن الهدف الحقيقي هو السيطرة على نفطها”، مضيفًا أن “الولايات المتحدة تمارس تجاوزًا صارخًا للقوة، وتنتهك القانون الدولي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى