
بقلم: أيمن فتيحة
مصر ليست مجرد وطن، بل روح حضارةٍ تنبض في قلب الزمان. على ضفاف النيل خُلقت الحكاية الأولى، وارتفعت المسلات لتحكي عن أمجادٍ لم تندثر. ومن أرضها خرجت الكلمة والفن والعلم، لتصنع معنى أن تكون “أم الدنيا” بحق.
وفي الجهة الأخرى من الصحراء المباركة، قامت المملكة العربية السعودية الحديثة، بثوبها المشرق ونبضها المتجدد، لتكمل قصة الأمة من بوابة الحرمين الشريفين، وتمد يدها للعروبة والإسلام والعمل الصالح.
حديثةٌ في نشأتها، نعم، لكنها عريقة بروحها، أصيلة بمواقفها، نبيلة بكرمها.
بين مصر والسعودية ليس مجرد تعاونٍ دبلوماسي أو مصالحٍ عابرة، بل محبةٌ في القلب، وإخاءٌ في الوجدان، واحترامٌ متبادل نابع من عمق التاريخ ووحدة الدين والمصير.
فكم من موقفٍ وقفت فيه المملكة إلى جوار مصر في الشدائد، وكم من صفحةٍ مشرقةٍ سُطرت بمداد الأخوة الصادقة.
وكما أن للسعودية مواقفها المضيئة تجاه مصر، فلأرض الكنانة أيادٍ بيضاء على الأمة كلها، علمًا وفنًا وفكرًا ونورًا.
ولْيَعلم أولئك الذين يحاولون إشعال نيران التعصب والفرقة أن الشعوب أوعى من دسائسهم.
فالسعوديون الحقيقيون يفتخرون بمصر وحضارتها وفنونها، والمصريون يحبون السعودية ويفرحون بتطورها ونهضتها.
إنها مشاعر نابعة من القلب، لا من المصلحة، ومن التاريخ لا من اللحظة.
حين تنظر إلى القاهرة والرياض، ترى وجهين لنورٍ واحد:
الأولى مهد الحضارة، والثانية حارسة المقدسات، وبينهما جسر من المحبة لا تهزه الرياح.
لذلك، نقولها من القلب:
نحب السعودية كما نحب مصر، ونفرح لتقدمها كما نفرح لمجدنا، وندعو أن يظل بيننا هذا النور الذي لا ينطفئ — نور الأخوة العربية الصادقة.