ملتقى علمي يجمع الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، وشعبة السكتة الدماغية
ملتقى علمي يجمع الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
ملتقى علمي يجمع الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، وشعبة السكتة الدماغية، وأساتذة طب المخ والأعصاب لمناقشة تطبيقات العلاج الجديد للسكتة الدماغية وتطوير الرعاية العصبية في مصر
جاء الملتقى العلمي على أثر إعلان اعتماد العقار الجديد «ميتاليز®️» (Tenecteplase) لعلاج السكتة الدماغية الإقفارية الحادة من هيئة الدواء المصرية. وقد حضر هذا الملتقى عدد من القامات البارزة في مجال المخ والأعصاب من أعضاء الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، وشعبة السكتة الدماغية، وذلك لمناقشة أحدث المستجدات في العلاج المذيب والتدخل العاجل في حالات السكتة الدماغية، واستعراض تطبيقات البروتوكولات الحديثة داخل المستشفيات المصرية.
لقد شرفت بحضور مثل هذا الملتقى العلمي، الذي يمنح الفرصة لتبادل الخبرات، ومناقشة أحدث المستجدات في العلاج المذيب والتدخل العاجل، واستعراض تطبيقات البروتوكولات الحديثة داخل المستشفيات المصرية.
وخلال حديثي، تناولت تجربة مصر في التعامل مع السكتة الدماغية، التي أصبحت نموذجًا متطورًا بفضل منظومة الوحدات المتخصصة التي تعمل على مدار الساعة ضمن شبكة السكتة الدماغية، والتي تضم 95 وحدة على مستوى الجمهورية، إلى جانب الوحدات المتخصصة داخل المستشفيات الجامعية والحكومية. وتعد هذه الوحدات الجامعية الحائط الذي تستند إليه الشبكة القومية للسكتة الدماغية، لما تمتلكه من كوادر طبية مؤهلة وتجهيزات متقدمة، فضلًا عن دورها المحوري في تدريب الأطباء ورفع كفاءة فرق الطوارئ لتطبيق أحدث البروتوكولات العلاجية.
كما أن هذه الوحدات الجامعية لا تعمل بمعزل عن منظومة الشبكة القومية والجمعية المصرية للأمراض العصبية، بل تُعد قاعدة دعم أساسية لتطوير وزيادة عدد الوحدات خلال المرحلة المقبلة. وتستقبل وحدات السكتة الدماغية في مصر – سواء التابعة للشبكة أو الموجودة داخل المستشفيات الجامعية – سنويًا نحو 13 ألف مريض يصلون في الوقت المناسب لتلقي العلاج المذيب، بينما يتجاوز عدد المصابين بالسكتة الدماغية 300 ألف حالة سنويًا، مما يعني أن نسبة قليلة فقط من المرضى يتمكنون من الوصول في الوقت الأمثل. وهذا يُبرز أهمية التعاون الوثيق بين الجمعية، وشعبة السكتة الدماغية،
والمستشفيات الجامعية ليكون هذا التعاون بمثابة الجسر لتوسيع نطاق الخدمة والسيطرة على معدلات الإصابة والوفيات.
كما كان من دواعي سعادتي أن شاركت في إدارة إحدى الجلسات، التي شاركني فيها الأستاذ الدكتور أحمد نمر، والأستاذ الدكتور أحمد عبد العليم، والدكتورة مروة عرابي، حيث ناقشنا خلالها التحديات الميدانية في تطبيق العلاج المذيب الجديد داخل وحدات السكتة الدماغية. كما تم استعراض معايير تفضيل العقار الجديد «ميتاليز®️» في الإرشادات العالمية، إلى جانب عرض تجارب تطبيقية من داخل المستشفيات الجامعية توضح كيف يساهم التدريب الإكلينيكي المستمر في رفع كفاءة الفرق الطبية، وتحقيق التدخل السريع والدقيق لإنقاذ المرضى وتقليل المضاعفات العصبية.
وقد كان هناك حوار نقاشي مثمر خلال جلسة نقاشية أدارها الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن، رئيس الجمعية المصرية للأمراض العصبية، شاركه فيها الأستاذ الدكتور إبراهيم المنشاوي، والأستاذ الدكتور أحمد البسيوني، والأستاذ الدكتور محمود حمدي. تناول النقاش واقع السكتة الدماغية في مصر، وسبل سد الفجوات في منظومة الرعاية العاجلة، مع التركيز على أهمية تسريع التشخيص وتحسين آليات التعامل مع الحالات الحرجة فور دخولها المستشفى. كما ناقش المشاركون دور التواصل الفعّال بين مراكز الطوارئ ووحدات السكتة الدماغية وخدمات الإسعاف، لتقليص زمن التدخل وتحقيق أفضل نتائج الشفاء الممكنة.
وخلال الملتقى، كانت هناك كلمة للدكتور محمد مشرف، المدير العام لشركة بورينجر إنجلهايم في شمال شرق وغرب إفريقيا، والتي عبّر فيها عن رؤية الشركة الداعمة لتطوير علاجات السكتة الدماغية، مؤكدًا أن الشركة تسعى دائمًا إلى تطوير أجيال جديدة من الأدوية لخدمة المرضى، وأن الهدف الأساسي هو إنقاذ الأرواح وتقليل معدلات الوفيات الناتجة عن السكتة الدماغية.
وقد أسعدني سماع حديثه عن التزام الشركة المستمر بالابتكار والتنافس مع نفسها من خلال إطلاق أدوية أحدث وأكثر فاعلية، ذات آثار جانبية أقل، بما يعكس فلسفتها في أن التطوير الدائم هو الطريق لتحقيق رعاية صحية أكثر أمانًا وإنسانية.
وفي ختام الملتقى، أجمع المشاركون على أن إدخال «ميتاليز®️» إلى بروتوكولات العلاج المصرية يمثل بداية مرحلة جديدة في مسار تطوير الرعاية العصبية، تقوم على التكامل بين العلم والتطبيق، وعلى دعم المستشفيات الجامعية باعتبارها الركيزة الأساسية التي تستند إليها منظومة علاج السكتة الدماغية في مصر، في سبيل الوصول إلى كل مريض في الوقت المناسب، وإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.