د. محمود السعيد يكتب .. جامعة القاهرة.. أنشطة متكاملة وخطوة نوعية نحو مستقبل “الذكاء الاصطناعي”
بقلم د. محمود السعيد – نائب رئيس جامعة القاهرة
على مدار العام الدراسي الماضي، أثبتت جامعة القاهرة مكانتها الرائدة وتميزها كصرح أكاديمي متكامل في مصر والعالم العربي من خلال تنظيم أنشطة متنوعة تشمل التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، حيث تعمل الجامعة بلا كلل أو ملل على تعزيز جودة التعليم الجامعي، ودعم البحث العلمي والابتكار، والمساهمة الفاعلة في خدمة المجتمع بكافة قطاعاته. وقد انعكس ذلك على تصنيف جامعة القاهرة في التصنيفات الدولية وتصدرها لمعظم هذه التصنيفات بين الجامعات المصرية، وتبوئها مكانة متميزة بين جامعات إفريقيا والعالم العربي والشرق الأوسط في معظم هذه التصنيفات. شملت هذه الأنشطة برامج تدريبية وورش عمل متخصصة، ومبادرات علمية واجتماعية، ومشروعات بحثية تخدم أولويات التنمية الوطنية، وقوافل تنموية تجوب القرى والمناطق المحيطة بالجامعة، بما يعكس التزام الجامعة بدورها الريادي والوطني الهام.
وفي إطار هذه الجهود المتواصلة، أعلنت جامعة القاهرة عن نشاط هام جدا وهو تنظيم مؤتمرها الدولي الأول للذكاء الاصطناعي يومي 18 و19 أكتوبر 2025 تحت قبتها العريقة، في خطوة هامة تمثل عودة الجامعة لإقامة المؤتمرات العلمية الكبرى تحت إشراف إدارة الجامعة. وهذا المؤتمر جاء تنفيذاً لاستراتيجية الجامعة للذكاء الاصطناعي التي أطلقها الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، مع بداية توليه رئاسة الجامعة في 2024، وهي أول استراتيجية جامعية من نوعها في مصر والعالم العربي وإفريقيا.
وسوف يشارك في المؤتمر نخبة كبيرة من الأكاديميين والخبراء وصنّاع السياسات وروّاد الأعمال، حيث سيتم استعراض أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الوطنية الحيوية، وتعزيز التعاون بين الجامعات والجهات الحكومية والخاصة بهدف دعم التحوّل الرقمي وبناء جسر متين بين الأكاديميا والصناعة. وبصفتي أحد المهتمين بالبحث العلمي أدعو كافة الزملاء والباحثين من الجامعات المختلفة ومن كليات جامعة القاهرة المهتمين بالمشاركة في هذا الحدث الهام إلى سرعة إرسال مساهماتهم إلى إدارة المؤتمر قبل منتصف سبتمبر القادم حتي يمكنهم الحصول على فرصة المشاركة في أعمال المؤتمر.
هذا المؤتمر سيكون له دور هام في تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في خدمة الأولويات الوطنية في قطاعات رئيسية مثل الصحة، والتعليم، والصناعة، والإدارة العامة، من خلال رفع كفاءة الأداء الوظيفي، ودعم اتخاذ القرار، وتعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة: الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وسيقوم فيه الباحثون والخبراء والممارسون بتقديم نماذج علمية وتجارب تطبيقية تسهم في تحقيق أهداف رؤية مصر 2030 الستة وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة السبعة عشر.
هناك محاور هامة في المؤتمر تعكس الطبيعة البينية للدراسات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، تتضمن كل مجالات العلوم المختلفة مثل العلوم الاجتماعية والإنسانية والطبية والهندسية والأساسية. والاهتمام بهذا النوع من الدراسات البينية يؤكد على دور جامعة القاهرة ومكانتها كمنارة علمية وثقافية تجمع بين المعرفة والابتكار في قطاعات التنمية المختلفة.