بقلم الكاتب الصحفي رفعت فياض
قررت من جانبى ـ من أجل مصلحة أبنائى طلاب الثانوية العامة أولياء الأمور وزملاء التخصص فى مختلف المواقع الإخبارية ـ أن أقوم بكشف سر غموض وجود أماكن لطلاب المرحلة الثالثة وخاصة طلاب الدور الثانى من الثانوية العامة القديمة الباقون للإعادة فى كليات القمة وفى مقدمتها كليات الطب والصيدلة العلاج الطبيعى والهندسة وكذلك الحاسبات ـ وحتى لايفهمه البعض بأنه ضد مبدأ تكافؤ الفرص ـ وأن أصحاب المجاميع الضعيفة فى الدور الثانى من طلاب الثانوية القديمة سيكون لهم أماكن فى المرحلة الثالثة والأخيرة للتنسيق بكليات القمة وغيرها فى المطلق ـ وذلك بعد البيان الخاطئ فى صياغته الذى صدر من مكتب تنسيق القبول بالجامعات منذ عدة أيام والذى تسبب لعدم وجود توضيح منطقى لذلك فى إرباك المشهد فى مجال تنسيق القبول بالجامعات عندما أشار لأول مرة فى تاريخ مكتب التنسيق أن “هناك أماكن مازالت شاغرة لطلاب المرحلة الثالثة من طلاب الثانوية العامة القديمة أى الباقون للإعادة من العام الماضى فى كثير من الكليات فى مقدمتها مايسمى كليات القمة وذكر أن هناك أماكن مازالت شاغرة لهم فى 15 كلية طب بشرى و9 كليات طب أسنان و3 كليات علاج طبيعى و6 كليات صيدلة و27 كلية حاسبات وذكاء إصطناعى و12 كلية طب بيطرى بالإضافة إلى كليات العلوم والآداب والإعلام وبقية عشرات الكليات والمعاهد الأخرى ـ0دورات جامعية مجانية .
وبدأت تساؤلات كثيرة سواء من الطلاب أو الإعلاميين بالمواقع الإخبارية التى نشرت عناوين ساخنة بالصفحات الأولى تقول: مفاجأة لأول مرة فى مكتب التنسيق ـ أماكن شاغرة بجميع كليات الطب والهندسة والحاسبات لطلاب الثانوية العامة نظام قديم بالمرحلة الثالثة ” .
كما بدأت الفضائيات تتواصل معنا لتفسير هذه المفاجأة ولماذا حدثت ـ وأوضحت للجميع أن هذا خطأ فى صياغة بيان مكتب التنسيق لم يحدث طوال السنوات الماضية، بسبب إستبعاد كبار خبراء التنسيق من المشهد هذا العام وتولى المسئولية قيادة غير ملمة بقواعد التنسيق على الإطلاق ـ ولهذا لم تستطع توضيح التفسير الحقيقى بأن هناك أماكن مازالت شاغرة أمام طلاب الدور الثانى من الثانوية العامة من طلاب الثانوية القديمة الباقون للإعادة فى المرحلة الثالثة ـ لأن الوضع الطبيعى بشكل عام ـ وكما كان يحدث طوال السنوات الماضية أن طلاب الدور الثانى الراسبون فى مادة واحدة أو مادتين سواء من طلاب الثانوية العامة ـ إذا نجح منهم أى طالب فى الدور الثانى ـ حتى لو كان طالبا واحدا ـ وكان إجمالى مجموعه يؤهله للإلتحاق بأى من كليات القمة التى سبق وأن تم إعلان الحد الأدنى للقبول بها سواء فى المرحلة الأولى أو الثانية سوف يتم توزيعه على الكلية التى تتفق ومجموعه، ولن يفقد فرصة الإلتحاق بأى من هذه الكليات حتى ولوكانت كليات المجموعة الطبية، وهذا ماكان يتم صياغته فى بيان مكتب التنسيق طوال السنوات الماضية التى كان فيها سيد عطا مسئولا عن مكتب التنسيق ـ
لكن ماحدث هذا العام أنه يوجد لأول مرة عندنا شهادتين للثانوية العامة وهى الثانوية العامة الحديثة المطورة هذا العام ـ وهم يمثلون الجزء الأكبر من الطلاب وبلغ عدد المقدمين لإمتحاناتها هذا العام 785 ألف طالب وطالبة ونجح منهم 575 ألف وهؤلاء مجموعهم فى الثانوية العامة 320 درجة وإمتحنوا فى خمس مواد فقط ـ وهناك شهادة الثانوية العامة القديمة الباقون للإعادة وكان عددهم حوالى 45ألف طالب طالبة نجح منهم 32 ألف طالب وطالبة ومجموع درجاتهم 420 درجة ويمتحنون فى سبع مواد أساسية، وبدأ أول أمس السبت مايقرب من 145 ألف من طلاب الثانوية الحديثة إمتحانات الدور الثانى للراسبين منهم فى مادة أو مادتين ومعهم طلاب الثانوية العامة القديمة الباقون للإعادة فى مادة أو مادتين، وعددهم 12 ألف طالب وطالبة لكن سيكون النجاح بمجموع 50% من إجمالى درجات المادة لكلا الشهادتين ومن ينجح منهم سواء من طلاب الثانوية العامة الحديثة أو القديمة ويكون مجموعه النهائى يحقق له القبول فى أى كلية من كليات المرحلة الأولى أو الثانية لن يضيع حقه وسيلتحق بها مادام الحد الأدنى للقبول بهذه الكلية يكون مساويا أو أقل من إجمالى المجموع الذى حصل عليه فى النهاية بعد نجاحه فى الدور الثانى .
لكن عندما نأتى لطلاب الثانوية العامة القديمة كان المجلس الأعلى للجامعات قد قرر قبل بداية مكتب تنسيق القبول بالجامعات أنه سيتم توزيعهم بعد تحديد نسبتهم مقارنة بعدد طلاب الثانوية الحديثة على الكليات على أساس إحتساب متوسط الحد الأدنى لكل قطاع طوال السنوات الثلاث الماضية حتى يتم تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص وحتى لايظلموا عند توزيعهم بنفس نسبة الحد الأدنى للثانوية العامة الحديثة خاصة وأن مجموع كل شهادة يختلف عن الأخرى ـ ولايحصوا على ميزة إفتراضية لو حدث وإنخفض الحد الأدنى للقبول بالكليات هذا العام عن العام الماضى ويلتحقوا بكليات كان حدها الأعلى فى العام الماضى لزملائهم أقل من الحد الأدنى الإفتراضى هذا العام إذا حدث ـ ومن هنا تم وضع متوسط للحد الأدنى لجميع الكليات وفى مقدمتها قطاع مايسمى بكليات القمة ناتج عن متوسط الحد الأدنى الذى قبله كل قطاع طوال السنوات الثلاث الماضية ـ فقد يكون مثلا فى كليات الطب كان الحد الأدنى للقبول بكليات هذا القطاع طوال السنوات الثلاث الماضية 94% و92% و91% وبذلك يكون الحد الأدنى للقبول بهذا القطاع بمتوسط هذه السنوات الثلاث أى مايزيد قليلا عن 92% ـ وإذا إقترضنا أن إجمالى عدد الناجحين فى الثانوية القديمة يمثلون 10% أو 7% مثلا من إجمالى عدد طلاب الثانوية الحديثة فقد بدأ توزيع طلاب الثانوية القديمة طوال المرحلتين الأولى والثانية من التنسيق على أساس هذه النسبة وبمتوسط السنوات الثلاث الماضية ـ إلا أنه عند التطبيق تم شغل هذه النسبة بعدد من كليات القمة وتبقت أماكن شاغرة فى عدد آخر من بقية كليات القمة وغيرها ـ وقد تكون هذه الأماكن الشاغرة المتبقية لاتزيد عن مكان واحد فقط فى هذه الكليات والتى لم تستوف هذه النسبة أو مكانين بحد أقصى ـ وبذلك يكون من حق كل من سيحصل من الطلاب الباقون للإعادة فى الثانوية العامة القديمة بعد نجاحه فى الدور الثانى سواء فى مادة أو مادتين كان قد رسب فى أيهما أو كلاهما لظروف مفاجئة وخارجة عن إرادته ـ وحقق الحد الأدنى للقبول بأى من كليات القمة أو غيرها من التى لم تستوف الأماكن القليلة المتبقية بها من نسبة هؤلاء الطلاب سيتم إلتحاقه بها، وقد لاتزيد كل هذه الأماكن بجميع كليات القمة فى مجموعها عن خمس أو ست أماكن ـ لكن لن يضيع حقه إذا كان مجموعه يؤهله فعلا للقبول بهذه الكلية فى ظل النسبة المحددة لهذه الشهادة ومتوسط الحد الأدنى لكليات القطاع .
أما طلاب الدور الثانى من طلاب الثانوية الحديثة فسوف يتمتعون بنفس هذه الميزات إذا حققوا بعد نجاحهم فى الدور الثانى الدرجات التى تؤهلهم للإلتحاق بأى من كليات المرحلتين الأولى أو الثانية لكن بشرط أن يكون مجموع الطلاب هو نفس الحد الأدنى للقبول بهذه الكليات أو أعلى منه هذا العام ـ وذلك لن يكون هذا بالنسبة لطلاب الثانوية الحديثة مثلما سيحدث مع طلاب الثانوية القدمية الذى سيتم توزيعهم على أساس متوسط الحد الأدنى للقبول بكل قطاع طوال السنوات الثلاث الماضية .
هذا هو السر فى أن تكون هناك أماكن شاغرة بمختلف الكليات وفى مقدمتها كليات القمة لطلاب الثانوية القديمة بكليات القمة بشكل مختلف عن طلاب الدور الثانى من طلاب الثانوية الحديثة، وهو مالم يستطع القائمون الجدد على التنسيق هذا العام تفسيره للطلاب وأولياء الأمور وللرأى العام وللزملاء الصحفيين وظهر وكأن ماحدث كان مفاجأة غير منطقية وهو ماتسبب أيضا فى هذا المشهد المرتبك بسبب بيان مكتب التنسيق الذى أوحى بأن هناك أماكن لطلاب الدور الثانى بكليات القمة بمجموعهم الضعيف ، وفهم كل من قرأه أن هناك أماكن مازالت شاغرة لطلاب المرحلة الثالثة من طلاب الثانوية القديمة بمجاميعهم الضعيفة بشكل إستثنائى فى جميع كليات القمة وفى مقدمتها كليات المجموعة الطبية ـ وكأن ماحدث يضرب مبدأ تكافؤ الفرص فى مقتل 0وهذا غير صحيح ـ والغريب أنه لم يصدر بيان توضيحى من مكتب التنسيق يوضح ذلك كما شرحته الآن 0دورات جامعية مجانية .
[email protected]