كتب احمد اسامة سيد
سلطان تقيّ و مسجده حرام! .. حكاية مسجد المؤيد شيخ الضخم…
عن قصة بناء المسجد و السبب في بنائه:
كان المؤيد شيخ الذي يُنسب له المسجد، طفلا بالغ من العمر 12 عاما فقط حينما جلبه تاجر المماليك محمود للقاهرة في عهد السلطان برقوق.
اشتراه السلطان الظاهر برقوق و دخل المؤيد البلاط السلطاني ليتم تعليمه قبل العِتق كسائر المماليك، و اثبت المؤيد براعة و حزم و كان من أنجب المماليك لدى برقوق و صار يترقى في المناصب الأميرية حتى اصبح من اكثر المماليك ثقة لدى برقوق….
و بعد وفاة برقوق و وصول ابنه فَرَج للسلطنة، أوهم المماليك للسلطان فَرَج أن المؤيد يدبر له مكيدة للإطاحة به…، الأمر الذي دفع السلطان فَرَج بن برقوق بوضع المؤيد في السجن و نقله لسجن باب زويلة الذي اشتهر بسمعته السيئة…
و تحت الارض و بين جدران زنزانة المؤيد، كانت ليالي المؤيد بداخلها في اسوء حال: مقيد بالسلاسل للحائط، الحشرات في كل مكان حوله…، فنذر المؤيد شيخ الله نذراً و هو: “لو أخرجني الله من السجن و أعطاني مُلك مصر سأهدم هذا السجن و أبني مكانه مسجدا يُذكر فيه اسم الله..”
و خلف جدارن السجن كان ابن برقوق مستبدا و كثرت حوله المؤامرات، حتى تأتي اللحظة التي يستصدر فيها مماليكه فتوى من الشيوخ بخروج فَرَج من ملة الإسلام و وجوب قتله، و بالفعل تصدر الفتوى و يقومون بإخراج المؤيد من السجن و مبايعته على السلطنة و قاموا بقتل فَرَج…
ليتحقق لدى المؤيد ما دعا و يصل لسلطنة مصر و يأمر بهدم السجن و بناء المسجد فوق أنقاضه لكنه ابقى على زنزانته الباقية حتى اليوم في الناحية الجنوبية الشرقية من رواق القِبلة!
عن المسجد و البناء:
بدأ العمل ببناء المسجد في العهد المملوكي الجركسي في سنة 818هـ / 1415م، و استغرق البناء خمس سنوات فقط.
سبب تسميته بالمسجد الحرام:
من الملحوظ كثرة الرخام المستخدم في جدران المسجد الداخلية، و قد تم جلب ذلك الرخام من ابنية اخرى من قصور او مساجد او حتى بيوت العوام! بالإضافة الى باب المسجد الذي كان بالأساس باب مسجد السلطان حسن
و من الغرائب المعمارية الاخرى أن مئذنتا المسجد ليست ملحقة بالمسجد نفسه و لكنها فوق باب زويلة المشهور و المجاور للمسجد، و تحمل ايضا بعض أعمدته “صلبان” و ذلك يرجع الى انه تم جلب تلك الاعمدة من كنائس رومانية متهدمة….