جودة عبد الصادق يكتب .. حين تحتمي الجماعة بالاحتلال لمهاجمة مصر

كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
في مشهد أثار سخط الشارع العربي والمصري على حدٍ سواء، خرجت مجموعة من عناصر جماعة الإخوان المسلمين في تل أبيب، عاصمة الاحتلال الإسرائيلي، في مظاهرة علنية، رافعين شعارات ضد الدولة المصرية وقيادتها، تحت حماية جنود الاحتلال الذين لم يتوانوا عن تأمين المتظاهرين وتوفير الغطاء لهم.
تكررت الأسئلة: ما الذي يجمع جماعة تدّعي الدفاع عن الإسلام مع كيان لطالما انتهك المقدسات الإسلامية وارتكب الجرائم في حق الفلسطينيين؟
وما الذي يدفع عناصر الإخوان إلى الخروج من جحورهم في حضن الاحتلال ليهاجموا وطنهم علنًا، ويصطفوا في خندق واحد مع ألد أعداء الأمة؟
هذه المظاهرة لم تكن الأولى من نوعها، لكنها جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا في غزة، وجرائم حرب أبادة ترتكب يوميًا بحق الشعب الفلسطيني، بينما تتخذ الجماعة من عاصمة هذا الكيان الغاصب مسرحًا لصراخها السياسي، وكأنها تقول علنًا: لا مانع من التعاون مع العدو طالما أن الهدف هو النيل من مصر.
الجماعة، التي فقدت شعبيتها ومكانتها منذ ثورة 30 يونيو، تسعى منذ سنوات إلى إثارة الفوضى وتصدير صورة مشوهة عن الدولة المصرية في الخارج، لكنها اليوم تسقط قناعها الأخير، وتكشف للعالم عن حقيقة تحالفاتها المشبوهة.
فلا منطق في أن تهاجم جماعةٌ مصر وهي واقفة على أرض دولة مغتصبة، تحت راية الاحتلال، وتحتمي بجنوده الذين قتلوا الأطفال في غزة وقصفوا جنين ونابلس.
ولا تفسير إلا أن الجماعة، التي اعتادت بيع الشعارات، قررت الآن بيع ما تبقى من كرامتها السياسية والأخلاقية.
ما حدث في تل أبيب ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل خيانة مستمر، بدأت فصوله منذ عقود، وها هي الجماعة تكتب اليوم فصلها الأخير.. لا في معركة مقاومة، بل في مشهد هزلي مؤلم، وهي تقف تحت راية الاحتلال ضد وطنها الأم.
المصريون ليسوا في حاجة إلى من يذكرهم بحقيقة الإخوان، لكن هذه الصورة البشعة، التي وحدت مشاعر الغضب من أقصى الصعيد إلى شمال الدلتا، جاءت بمثابة “شهادة موثقة” على نهاية المشروع الإخواني وسقوطه الأخلاقي.