
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
أكدت نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، أن دخول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم يمثل تطورًا مهمًا في ظل الوضع الكارثي الذي يمر به القطاع، إلا أنه لا يرتقي إلى مستوى التحديات الهائلة التي تواجه السكان، موضحة أن الحصار المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر تسبب في تدهور مأساوي للأوضاع، وأدى إلى تفشي المجاعة بشكل غير مسبوق، حيث تم تسجيل ست وفيات جديدة نتيجة الجوع خلال آخر 24 ساعة، من بينهم طفلان، ما يرفع إجمالي الوفيات إلى 133 حالة، بينهم 87 طفلاً.
الحل الأنسب لتعافي القطاع
شددت «فرسخ»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، على أن الحل يتطلب فتحًا دائمًا وغير مشروط لكافة المعابر الخاصة بقطاع غزة، بما يسمح بإدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا إن لم يكن ضعف عدد الشاحنات التي كانت تدخل قبل الحرب أي حوالي 1000 شاحنة، وذلك بالإضافة إلى وقف إطلاق نار شامل ودائم حتى يتم العمل بشكل أمن على الأرض وتوزيع المساعدات وإيصالها إلى كل الفئات المحتاجة.
نقص المستلزمات الطبية
وأشارت إلى أن المستشفيات تواجه نقصًا حادًا في الإمدادات الطبية والأدوية، فضلاً عن معاناة شديدة من نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف، ما يجعل أي تحسّن فعلي في الميدان مرهونًا بتوفر هدنة دائمة وضمان تدفّق المساعدات بلا انقطاع.
وبخصوص آليات التوزيع، أوضحت، أن الهلال الأحمر يعمل حاليًا بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، التي تتولى إيصال المساعدات إلى مختلف محافظات غزة لضمان وصولها إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، مضيفة أن تجربة الاعتماد سابقًا على ما يُعرف بـ«مؤسسة غزة الإنسانية» أدت إلى تدهور بالغ، حيث تسببت في حرمان الغالبية من السكان من الوصول إلى نقاط التوزيع، ما أدى إلى وفاة أكثر من 1000 شخص أثناء محاولاتهم تأمين الغذاء، مشددة على أن عودة المنظمات الدولية للقيام بدورها الكامل ضرورة إنسانية لضمان التوزيع العادل وتخفيف حدة الكارثة.