
بقلم: جودة عبد الصادق إبراهيم
التعليم هو الأساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم، وبدونه لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض أو يحقق تنمية مستدامة. لكن السؤال الأهم: كيف نبني تعليماً جيداً يواكب متغيرات العصر ويخدم طموحات الأجيال القادمة؟
أولاً: المعلم هو حجر الأساس
لن يُبنى أي نظام تعليمي ناجح دون معلم مؤهل ومبدع، يمتلك أدوات المعرفة، ويعرف كيف يغرس القيم ويشعل الشغف في نفوس تلاميذه. لذلك، من الضروري تدريب المعلمين بشكل مستمر، ومنحهم المكانة الاجتماعية والمادية التي تليق بدورهم الحيوي.
ثانياً: تطوير المناهج بما يخدم الحياة
يجب أن تبتعد المناهج عن الحشو والتلقين، وأن تركز على تنمية المهارات، والتفكير النقدي، والإبداع. نريد مناهج تعلم الطالب كيف يواجه الحياة، لا كيف ينجح في الامتحان فقط.
ثالثاً: بيئة تعليمية محفّزة
لا يمكن أن ننتظر نتائج مبهرة من مدارس تفتقد لأبسط مقومات البيئة التعليمية السليمة. نحتاج إلى فصول نظيفة، أدوات تعليمية حديثة، وتقنيات رقمية تعين الطالب على الفهم والتطبيق.
رابعاً: إشراك المجتمع والأسرة
المدرسة لا تعمل وحدها، بل يجب أن يكون هناك تعاون وثيق بين الأسرة والمؤسسات التعليمية، لتشكيل جسر قوي بين التعليم والحياة اليومية.
خامساً: ربط التعليم بسوق العمل
لكي لا يتحول التعليم إلى آلة لإنتاج البطالة، يجب أن يكون هناك ربط مباشر بين ما يتعلمه الطالب في المدرسة والمهارات المطلوبة في سوق العمل، من خلال التدريب العملي والمشاريع والزيارات الميدانية.
في الختام
بناء تعليم جيد ليس مسؤولية وزارة أو معلم فقط، بل هو مشروع وطني تتضافر فيه كل الجهود. نحتاج إلى رؤية واضحة، وإرادة سياسية، واستثمار حقيقي في الإنسان. فكما قال طه حسين: “التعليم كالماء والهواء”، وبدونه لا حياة حقيقية للأمة.