كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية بنسبة 35% على جميع الواردات القادمة من كندا، اعتبارا من الأول من أغسطس المقبل، في خطوة تصعيدية اعتُبرت ضربة مباشرة لأوتاوا.
القرار، الذي نُشر في رسالة رسمية وجهها ترامب إلى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، يأتي ضمن موجة من الخطابات التي بعث بها الرئيس الأمريكي إلى شركاء تجاريين في الأيام الأخيرة.
رسوم جمركية على كندا
وكتب الرئيس الأمريكي في رسالته التي نُشرت عبر منصته «تروث سوشل»: «بدلًا من التعاون مع الولايات المتحدة، ردت كندا بفرض تعريفات خاصة بها، اعتبارا من الأول من أغسطس سنفرض تعريفة بنسبة 35% على المنتجات الكندية، منفصلة عن الرسوم القطاعية الأخرى».
وأضاف أن الرسوم الجديدة قد تزيد أو تنقص لاحقا تبعا لمسار العلاقة الثنائية، مشيرا إلى أنها تضاف إلى الرسوم السابقة المفروضة على قطاعات مثل الفولاذ والألومنيوم والسيارات.
وكشف ترامب أنه يعتزم إرسال رسائل مماثلة إلى الاتحاد الأوروبي خلال ساعات، موضحًا: «أتحدث مع الاتحاد الأوروبي وكندا وعدد من الدول.. سنرسل لهم الرسائل قريبا»، في إشارة إلى توسيع سياسة جمركية موحدة تشمل معظم حلفاء واشنطن.
كما شمل القرار المعادن والأدوية، فخلال اجتماع لمجلس الوزراء، أعلن ترامب نيته رفع الرسوم الجمركية على النحاس إلى 50%، في إجراء دفع بأسعار العقود الآجلة للنحاس في نيويورك إلى الارتفاع بنسبة 17%، في أكبر زيادة يومية منذ بدء تسجيل البيانات عام 1988.
رسوم 200% على الأدوية
أما في ما يخص قطاع الأدوية، فقد صرح ترامب بأن الشركات العاملة خارج الولايات المتحدة ستحظى بمهلة انتقالية لمدة عام إلى عام ونصف، قبل تطبيق رسوم جمركية ضخمة قد تصل إلى 200% على منتجاتها، قائلًا: «سنمنحهم فترة لترتيب أوضاعهم، وبعدها ستُفرض رسوم قاسية على أي أدوية أو منتجات مستوردة».
تأتي هذه الإجراءات في سياق حملة وعد بها ترامب لإعادة رسم الخريطة الاقتصادية والتجارية العالمية، عبر إعادة توطين الصناعات الكبرى داخل الولايات المتحدة، وفرض شروط صارمة على دخول السلع الأجنبية، وهو نهج أثار قلق الأسواق العالمية، خاصة في ظل تراجع واضح لقيمة الدولار الكندي وزيادة الترقب في أوساط المستثمرين حيال تداعيات هذه السياسة على الحلفاء التقليديين لواشنطن.
