
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
تحل اليوم ذكرى عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، الذي نجَّى اللهُ فيه، بَنِي إسرائيل من عدُوِّهم، فصامه موسى عليه الصلام، وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن صيام يوم عاشوراء أمر مُستَحبٌّ شرعًا، والأكمل أن يجمع فيه بين صيام الأيام الثلاثة: التاسِع، والعاشر، والحادي عشر من شهر الله المُحرَّم، فإن أفرد يوم العاشر بالصيام لعذر أو لغير عذر، فذلك جائز شرعًا من غير كراهة، ولا إثم على الشخص في ذلك أو حرج.
يوم عاشوراء في القرآن
وبخصوص هل ذُكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟ فإنه لم يذكر اليوم صراحة، لكن هناك آيات بينت في أكثر من سورة، نجاة موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون، ومنها قول الله تعالى في سورة البقرة: «وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50)».
الحث على اغتنام الأيام الفاضلة في الإسلام
وفي فضل يوم عاشوراء، قالت دار الإفتاء المصرية إنه من مظاهر رحمة الله تعالى، بعباده، أن مَنَّ عليهم ببعض الأيام الفاضلة التي تتجلى فيها النَّفحات، وتُضاعَف فيها الحسنات، وتُرفع فيها الدرجات، وتُمحى فيها الخطايا والسيئات، ولقد حث المولى عز وجل على اغتنام مثل هذه الأوقات المباركات، بالاستمساك بسُنن الهدى، وصدق النية في السعي إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى، فعن محمد بن مَسلَمَة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إِنَّ لِرَبِّكُم عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهرِكُم نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُم أَن تُصِيبَهُ مِنهَا نَفحَةٌ لَا يَشقَى بَعدَهَا أبَدًا» أخرجه الإمام الطبراني في «المعجم الأوسط».
فضل صيام يوم عاشوراء
وأشارت دار الإفتاء إلى فضل صيام يوم عاشوراء، فعن أبي قَتَادَة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحتَسِبُ عَلَى اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبلَهُ» أخرجه الإمام مسلم.
وتابعت أن صيام يوم عاشوراء يُعدُّ اتباعًا واقتداءً وإحياءً لسُنة الرسول الكريم، إذ إن النبي صام هذا اليوم، وأمر الناس بصيامه، فكان بذلك أمرًا مستحبًّا شرعًا، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينةَ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «مَا هَذَا؟»، قالوا: هذا يومٌ صالح، هذا يومٌ نجَّى اللهُ بَنِي إسرائيل من عدُوِّهم، فصامه موسى، قال: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنكُم»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.