جودة عبد الصادق يكتب .. براءة تحت الأنقاض: ظاهرة عمل الأطفال وكيف نواجهها ؟

بقلم: جودة عبد الصادق إبراهيم
ما أقسى أن تُدفن أحلام الطفولة تحت أثقال العمل والكدح! لا يزال ملايين الأطفال حول العالم يُجبرون على ترك مقاعد الدراسة ويحملون فوق أكتافهم هموم الكبار في عمر اللعب والمرح. ظاهرة عمل الأطفال من أخطر القضايا الاجتماعية والإنسانية، إذ تحرم الصغار من أبسط حقوقهم في التعليم والحماية والرعاية الصحية والنمو السليم.
🔍 لماذا يعمل الأطفال؟
أسباب هذه الظاهرة متعددة؛ أبرزها الفقر، البطالة، غياب الوعي، الأزمات الاقتصادية، والحروب والكوارث الطبيعية. التي تدفع الأسر إلى التضحية ببراءة أبنائها من أجل لقمة العيش ، كثير من العائلات الفقيرة ترى في أطفالها وسيلة لزيادة دخل الأسرة، متجاهلةً المخاطر الجسدية والنفسية التي يتعرض لها هؤلاء الصغار. أحيانًا تُفرض عليهم أعمال شاقة وغير آمنة تهدد صحتهم وحياتهم ومستقبلهم.
💔 ما الذي يخسرونه؟
يخسر الطفل العامل طفولته البريئة، ويتعرض لمخاطر صحية ونفسية، ويفقد فرص التعليم الذي يمكن أن يفتح له أبواب المستقبل وأن يغير حياته . كما يُحرم من التمتع ببيئة آمنة تحميه من الاستغلال وسوء المعاملة. والأسوأ من ذلك، أن استمرار عمل الأطفال يُبقي دائرة وهكذا، يظل الفقر يلتهم الأجيال واحدًا تلو الآخر ومن جيلٍ إلى جيل.
✅ كيف نواجه هذه الظاهرة؟
حل المشكلة لا يمكن أن يكون بجهود فردية فقط، بل هو مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمجتمع المدني والأسرة. ومن أبرز الحلول:
✔️ سن وتطبيق قوانين صارمة تحظر وتمنع تشغيل الأطفال دون السن القانوني.
✔️ توفير دعم اقتصادي للأسر الفقيرة حتى لا تُجبر على دفع أطفالها إلى سوق العمل.
✔️ تحسين جودة التعليم وجعله جاذبًا للطفل وللأسرة معًا.
✔️ التوعية المجتمعية بخطورة عمل الأطفال وآثاره المدمرة.
✔️ تعزيز دور الجمعيات والمنظمات الإنسانية في رصد الحالات وإنقاذ الأطفال العاملين وإعادة تأهيلهم ودمجهم في التعليم..
🔔 رسالة أخيرة:
فلنحمي طفولتهم، ولنُعيد البسمة إلى وجوههم. الأطفال ليسوا أيادي عاملة رخيصة… بل هم بذور المستقبل التي تستحق أن تُروى بالحب والتعليم والأمان. فالأطفال أمانة في أعناقنا، ورعايتهم حق لهم وواجب علينا. فلنمنحهم فرصة العيش بكرامة، ونعيد إليهم حقهم في أحلام كبيرة وطفولة بلا قيود. فلنعمل جميعًا من أجل مستقبلٍ يليق بهم، لأنهم ببساطة… يستحقون الأفضل.