
كتب جودة عبد الصادق إبراهيم
وسط شكوك متزايدة حول احتمال نقل إيران أجزاءً من مخزونها النووي من اليورانيوم المخصب سرًا قبل العدوان الجوي الأمريكي الأخير الذي استهدف 3 منشآت إيرانية نووية، أشارت تقارير جديدة إلى احتمال نقل طهران مخزونها وأجهزتها إلى مكان محصن جديد.
البداية كانت من صحيفة «نيوريوك بوست» الأمريكية، التي قالت إنه من المتوقع نقل إيران مخزونها إلى موقع مُحصن جديد تحت الأرض، يسمى «جبل الفأس»، يقع على بُعد دقائق فقط من منشأة نطنز النووية، أحد المواقع الرئيسية الثلاثة التي استُهدفت في الغارات الأمريكية الأسبوع الماضي.
900 رطل من اليورانيوم المُخصب
ووفقًا للصحيفة، تشير صور الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر والمعلومات الاستخباراتية، إلى أن هذا الموقع النائي قد يكون الآن مخزنًا لـ900 رطل من اليورانيوم الإيراني المُخصّب.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو سهولة نقل كميات كبيرة من اليورانيوم، فوفقًا لتقديرات أمريكية، يمكن وضع اليورانيوم في 16 أسطوانة معدنية، كل منها بحجم خزان غوص تقريبًا، ووزنها 25 كيلوجرامًا فقط، وهي خفيفة بما يكفي لنقلها سيرًا على الأقدام أو في مركبة صغيرة.
وتكشف صور الأقمار الصناعية عن مجمع سريع التوسع في جبل الفأس، بما في ذلك أنفاق حُفرت حديثًا وتأمين مُعزز للمحيط، والجدير بالذكر أنه قبل أيام قليلة من الغارات الجوية في 13 يونيو الجاري، أظهرت صور الأقمار الصناعية عشرات الشاحنات متجمعة خارج موقع فوردو النووي الإيراني، ما أثار الشكوك في نقل مواد حساسة بالفعل.
تحدي جديد
ويقول مسؤولون في الاستخبارات الأميركية إن اليورانيوم المفقود لم يعد معروفا بعد، ما يشكل تحديًا خطيرًا في مجال التتبع والاحتواء، خاصة إذا كان مخفيا في أعماق الأرض، وفقًا لمجلة «الإيكونوميست» الأمريكية، والتي أشارت إلى الأمر بعد «نيويورك بوست».
لا يزال حجم الأضرار الحقيقية الناجمة عن الضربات الأمريكية غير واضح، وكذلك الوضع الراهن للجبل، لكن بروز الموقع المفاجئ – والغموض المحيط باليورانيوم المفقود – أعادا إشعال المخاوف بشأن النوايا النووية الإيرانية طويلة المدى، وأثار تساؤلات ملحة حول ما قد يكون مخفيًا تحت جباله.
بحسب صحيفة «تيليجراف» البريطانية، يقع المكان المترامي الأطراف في كوه كولانج جازلا على بعد 90 ميلاً إلى الجنوب من «فوردو»، وعلى بعد دقائق فقط من منشأة نطنز النووية في وسط محافظة أصفهان، ووفقًا لمصادر الصحيفة البريطانية، تم تعزيز المنشأة، التي لا تزال قيد الإنشاء، وتوسيعها بهدوء خلال السنوات الـ4 الماضية.